كورونا إرهاب صحي أم إقتصادي أو طريق لتقنية النانو ..؟!!
وكالة الناس – صالح الراشد
تعددت المصطلحات التي تصف وباء الكورونا، وإنقسمت بين مؤيد لخطورة الوباء ومن يعتبره إرهاب صحي تمارسه بعض الجهات، وزاد البعض أن الغاية من نشر فايروس “كوفيد – 19” هي إدخال تقنية النانو في أجسام البشر للسيطرة عليهم، بل ان البعض إعتبروا أن ما يجري ما هو إلا تنفيذ للوصايا العشر المودوة على نصب جورجيا، حيث تركز الوصية الأولى على إبقاء عدد سكان الأرض عند نصف مليار إنسان، والعاشرة أن لا يتحول البشر إلى سرطان فوق الأرض ومنح المجال للطبيعة، ورغم هذه الآراء إلا أن البشر والحكومات لا يهتمون بها ولا يمنحوها قدراً كبيراً من الإهتمام، لتبقى مجرد آراء لمجموعة محدودة تطلق عليهم الأغلبية مسمى أصحاب نظرية المؤامرة، والذين قد يكونوا على حق في نهاية الأمر فيما الأغلبية كالعادة يسيرون حسب ما يخطط له الإعلام.
الصراع الجديد بعد إنتشار مرض كورونا يتمحور بالتركيز على مدى الفوائد التي من الممكن أن تجنيها الشركات والدول، وهذه طبيعة أنواع مريضة من البشر حيث تزدهر تجارة الحروب في الأزمات والمعارك، وفي العادة تنتج الكوارث نوعية جديدة من الأثرياء يتميزون بعدم وجود الضمير والأخلاق فالمال لديهم هو كل شيء، وكورونا سيُنتج لنا سلاسلة جديدة من الاثرياء الذين سيضعون تيجان المال فوق رؤوسهم كتعبير عن شكرهم للفايروس التاجي، ولا يميز هؤلاء بين القتل والإنسانية، ففي معجهم نص يقول ” لا ضير من زيادة عدد الموتي اذا إقترنت زيادتهم بزيادة المال”.
ويشتد التنافس بين الدول الغنية التي تنفق المليارات على الأبحاث العلمية لإكتشاف العلاج واللقاح، وفي مقدمتها الولايات المتحدة والصين اللتين تنفقان حوالي ترليون دولار سنوياً على الأبحاث ، وهذا رقم مذهل وغير قابل للتصديق في الفكر العربي الذين ينفق هذا المبلغ على الملذات، فيما الأبحاث لا تحصل إلا على مبالغ مالية قليلة لا تكفي لشراء أجهزة الابحاث، لتبقي الأمة العربية بفضل السياسات العلمية الضعيفة المتخلفة في نهاية سلم المجتمع العلمي، وتكتفي بلعب دور السوق المستهلك لكل ما يكتشفون، لذا فإن أمة المليار تتنظر ما ستتفتق عنه عبقرية علماء الغرب للقيام بشرائه.
وللعلم فإن الشركة التي ستكتشف العلاج واللقاح ستسجل أرباحاً خيالية تفوق أرباح دولاً نفطية، لذا نجد صراعاً شرساً بين واشنطن وبكين لإكتشاف وتصنيع الدواء مع وجود منافسة من لندن وبرلين، بل لقد عرض الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مبالغ مالية طائلة لشراء أي ابحاث تساهم في الوصول للعلاج واللقاح، وهو ما رفضته ألمانيا، ورغم هذا الصراع إلا أن البعض غير مصدق حتى الآن لوجود وباء كورونا، لذا يعتبرونه مجرد إرهاب صحي لنجد أن المظاهرات تتزايد في ألماينا وبريطانيا معتبرين أن جل ما يجري ما هو إلا مؤامرة، في ظل وفاة ثلاثمائة ألف إنسان وإصابة خمسة ملايين، وهي أعداد متواضعة مقارنة بالذين يموتون ويصابون بمرض الإنلفونزا العادية المنتشرة في جميع العالم.
ويبدو ان وباء كورونا ما هو إلا مرض إقتصادي قبل أن يكون بشري، كون حجم الأضرار التي لحقت بإقتصادات الدول تفوق باضعاف عديدة حجم الأضرار التي لحقت بالبشر، لذا فقد بدأت العديد من الدول بالتخلي عن حذرها فخفضت إيطاليا وألمانيا من إغلاقها حتى تضمن تعافي إقتصادها الذي تضرر كثيراً بسبب الجائحة، وأخذت تركيا تسير على ذات النهج الذي سبقتهم إليه الاردن بأعادتها دورة الحياة للإقتصاد قبلهم باسابيع لكن بحذر شديد، لنجد أن هذا الوباء ورغم مرور أشهر على إنتشاره لا زال يحمل في طياته العديد من الاسرار التي لم يتم إماطة اللثام عنها، مما يُشير إلى أن الايام القادمة ستكون حُبلى بالمفاجآت.