الربيع العربي المزعوم !!
بعد ان ذاب الثلج وبان المرج نستطيع القول بان الحالة العربية والتي حصلت لم تكن ربيعا عربيا وطنيا بامتياز وانما كانت شكلا جديدا من اشكال الاستعمار وبتمويل من المال العربي وبعض الايادي العربية حيث كان لابد لاولئك المستعمرين ان يقوموا بها عندما شعروا ان الشعوب العربية قد وصلت الى حالة من الاختناق وباتت على وشك الانفجار فاوجدوا تلك المسرحيات وباشكال متعددة وتركوا تلك الشعوب تحصد النتائج بالطريقة التي ترغب وها هم يستدرجون الاسلاميين من معظم دول العالم ويسهلوا لهم الوصول الى مسارح المعركة داخل سوريا بغية الوصول الى الحلقة الاخيرة من هذا السيناريو الاستعماري وخير دليل على ذلك ان معظم الشعوب العربية تعرضت وما زالت لجميع اشكال الظلم وغياب العدالة والاستخفاف بعقولها الا ان ذلك الربيع المزعوم لم يقتحمها جميعا بل توقف عند بعضها علما بان بعضا من تلك الشعوب والتي اقتحمها ووجهها الاستعمار نحو الدموية كانت الدولة ومن الناحية الاقتصادية ملبية لمتطلبات الشعب من حيث الصحة والتعليم ودعم المواد الغذائية بعيدا عن التطلعات الديمقراطية والسياسية وما يعزز من ذلك التحليل ايضا هو تصريح وزير الدفاع الاسرائيلي والذي قال : ” ليس من المتعة او السياسة ان تقتل عدوك بيدك , فعندما يقتل عدوك نفسه بيده او يد اخيه فان المتعة اكبر وهذه سياستنا الجديدة ان نشكل ميليشيات للعدو فيكون القاتل والمقتول من الاعداء ” . وهذا ما يحدث في فلسطين ومعظم الدول العربية اي ان الاستراتيجية الغربية نحو الشعوب العربية قد تغيرت واخذت شكلا عسكريا وسياسيا جديدا من خلال تحقيق اهداف وغايات المستعمر بواسطة ميليشيات تؤسس حسب الحاجة من تلك الشعوب ولكن مهما بلغت قوة ذلك المستعمر فانه لم يتمكن من السيطرة على جميع المخرجات بدليل ان ذلك الربيع المصطنع اوجد حراكا فكريا جديدا لدى معظم الشعوب العربية وكسر حاجز الخوف العربي في الصالونات السياسية والمنابر الاعلامية والدينية المختلفة مما قد يشكل خطرا حقيقيا على الحالة الجديدة التي اوجدها المستعمر وقد ينمو ذلك الحراك الفكري بسرعة منظمة ويتسبب في ولادة ربيع عربي حقيقي لن يكون بمقدور المستعمر ولا الحكام التعامل معه وستكون زمام الامور بيد تلك الشعوب التي وجدت رغما عن خطة المستعمر , ملخص القول ان المستعمر نجح في ايصال عدة برقيات ولكنه فشل فشلا ذريعا من خلال خلق ردة فعل معاكسة غير متوقعة بدأت تشرق هنا وهناك وسوف لن يكون بمقدور بعض اولئك الحكام والذين تكفلت تلك الدول المستعمرة ببقائهم لن يتمكنوا من فعل اي شيء مقنع ومرضي لتلك القوى الاستعمارية
ان الارض العربية وميادينها باتت ممتلئة بجميع اشكال الفكر السيء والفكر النير المقاوم والبقاء سيكون للاقوى والافضل وهذا ما سيتم بلورته خلال الاشهر القادمة وخصوصا اذا ما استمر توجيه الشعوب العربية وقياداتها نحو تنفيذ المخططات والرؤى الاستعمارية لمستقبل هذه المنطقة المباركة والتي باتت تعيش فوق فوهة بركان قد ينفجر في اي وقت من الاوقات سائلا العلي القدير ان يحمي الشعوب العربية والاسلامية من مخططات المستعمرين انه نعم المولى ونعم النصير
بسام روبين