لماذا الجيش!!!!
عندما نتحدث عن الجيش فإننا نعني القوات المسلحه والأجهزة الأمنية المختلفة، ومن واجب كل اردني وطني غيور ان يدافع عن هذا الجيش وان لا يزج به نحو مستنقعات القضايا الجدلية الخلافية، فالجيش هو حامي الوطن وسياجه المنيع ولولا الجيش لما كانت الهوية الاردنية ولما كان العلم مرفوعا ولما تمكنا من السير في الطرقات والاسواق ولما نعمنا بالحياه الكريمه، ناهيك عن ان الجيش لم يكن في يوم من الايام سببا مباشرا في تدهور الاقتصاد الاردني ولا في خصخصة مؤسسات الدولة ولم يكن سببا في خسارة الشعب الاردني مبلغ خمسة وعشرين مليار دينار اردني في سوق عمان المالي ولم يكن سببا في طرد المستثمرين ورفع نسبة البطاله وانما كان سببا في حماية ابنائنا واعراضنا وهو من يحاول معالجه البطاله فلماذا يحاول القله القليله من تلك الاطياف ان يتنكروا لذلك الجميل ويزجوا بالجيش الى ساحة النقد والتشريح، ان الحكومة وبعيدا عن الجيش هي التي تتحمل جميع مسببات تدهور التنمية الاقتصادية بالاردن وسوء الاحوال المعيشية ايضا واكثر اولئك المتضررين من القرارات الحكومية السيئه هم ابناء الجيش عاملين ومتقاعدين .. انظروا الى ذلك الجندي والذي افنى حياته بالعراء تحت اشعه الشمس وفي البرد القارص وبين الوحوش ليله نهار ونهاره، ليل ونحن نائمون وننعم بالحياة الكريمة جرّاء عطاء ذلك الجندي، انهم شمعات احترقت لتضيء حولها لقد دفعوا ضريبة ذلك الحس الوطني البعد عن ابنائهم واسرهم لسنين طويله طيله خدمتهم فمنهم أولئك الشهداء اللذين فقدوا أرواحهم وتركوا أسرهم ومنهم أولئك اللذين اصيبوا بالعجز، أما الباقون فهاهم يعيشون ضنك العيش وقسوة الحياه جرّاء قرارات حكومية جائرة لذلك فإننا ومهما قدمنا لهم وميزناهم فاننا لن نوفيهم حقهم جرّاء ما قدموا و وجب علينا جميعا أن نرفع القبعات الى أولئك الجنود عاملين و متقاعدين وإلى ذلك الجيش وأن نقدم لهم كل ما نستطيع وأن نتصدى لكل من يحاول الاقتراب من اسواره.
قد يكون هنالك أخطاء وفساد محدود ومعقول كما هو الحال في معظم جيوش العالم ولكن ذلك لا يرتقي الى أن نركز اهتمامنا نحو تلك السلبيات بل علينا ان نعزز من منعه هذا الجيش ومن قوته وهذا لا يمنع عندما يخطئ بعض القادة أن نتقدهم لأنهم بشر قد يصيبوا وقد يخطئوا ولكن لا يصل بنا الحد إلى الإضرار بسمعة واحترام تلك المؤسسة الوطنية العظيمه.
إنني أتفق مع بعض الاخوة أن هنالك ممارسات فردية بحاجه إلى تعديل ومراقبه ومن أهمها ضرورة الاحتفاظ بأصحاب الكفاءات والتاريخ العسكري الابيض وأن لا تتأثر قرارات الإحاله والتهميش بالعوامل الشخصية وإنني ايضا اختلف مع ما صدر من دائرة المطبوعات مؤخراً بخصوص الجيش لأنني لا أعتقد ان أحداً منا كائناً من كان وحتى المعارضة تسمح لنفسها أن تتحدث عن الجيش بطريقة سلبية ليس خوفاً من الجيش وإنما حرصاً منا على بقاء سمعة الجيش في أجمل أشكالها وعدم إشغال الجيش في قضايا جانبية مع ضرورة تقديم الدعم اللازم له ليتمكن من متابعه دوره الوطني على أحسن حال وانني أتمنى على الحكومة وعلى الشعب وأولئك القله اللذين يحاولون توجيه درابيلهم نحو الجيش أن يهتموا بتقديم العنايه اللازمة لأولئك الجنود وذلك الجيش لانه بمقام الجد الحاني لنا جميعا اطيافاً واحزاباً ونقابات ومواطنيين، سائلاً العلي القدير أن يحمي الاردن ويحمي شعبه ويحمي جيشه إنه نعم المولى ونعم النصير.
العميد المتقاعد
بسام روبين