فيروس كورونا كعامل كمُحفز للتنظيمات الإرهابية
وكالة الناس – كتب د. فارس العمارات
شكل فيروس كورونا هاجسا كبيراً لدى البشر بعد ان أنتشر في كثير من دول العالم، ونال من كثير من الضحايا، فيما اجبر هذا الوباء الدول والحكومات على اجبار الشعوب على الالتزام بمنازلهم خوفا عليهم من إنتشاره وتهديد حياتهم، فاخذت الدول بنظام الحجر الصحي، وحظر التجوال، حتى يتسنى لها القدرة على مُكافحة ومُحاربة هذا الوباء القاتل.
فيما اخذ الناس بتطبيق التباعد الاجتماعي خوفا على انفسهم، واخذوا يجلسون في منازلهم حفاظا على انفسهم، الا ان التباعد الاجتماعي دفعهم الى الجلوس لساعات طويلة أمام شاشات الإنترنت مع ما يعنيه ذلك من اكتساب معلومات مُضلّلة وأفكار مُتطرّفة وشاعات كثيرة؛ قد تحول طريقة الفهم لديهم على الشبكة العنكبوتيّة.
وهذا في العادة يحصل بسبب مٌحاولة الناس صياغة معنى من الأزمة التي تُحيط بهم، وأنّ ما يتم نشره من نظريّات المؤامرة التي تفسّر انتشار الفيروس غالباً ما تؤدّي إلى العُنف ضدّ المجموعات الضعيفة.
وقد وجدت الجماعات والتنظيمات الارهابية هذا التباعد وسيلة كبيرة وسهلة في تطوّير منظومتهم التي تسعى الى استقطاب وجذب الكثير من المؤيدين والمجندين، حي وجد هولاءالمتطرّفون طريقة سريعة وكبيرة وسهلة لتحميلهم للفيديوات التي قد تجعل هولاء الناس الذين يمضون ساعات طويلة امام شاشات الإنترنت صيدا سهلا بالنسبة لهم، إذ باتوا يتفادون خرق قواعد النشر بطريقة لبقة مع تمكّنهم من إرسال معلومات مُضلّلة ضمناً ضدّ مجموعات ُمعيّنة بدون ان تمكّن الشركات الكبيرة او الاجهزة الامنية التي تلاحق وتراقب سلوكيات هؤولاء المجموعات والتنظيمات الارهابية من اكتشاف الخرق.
وقد اكدت هذه التنظيمات الارهابية على ضرورة إصدار توجيهات فكريّة لهولاء الافراد وقد شددت على كيفية استقطاب هولاء الافراد الذين يمضون هذه الساعات، وان تكون هذه الفيدوهات سببا في إستقطابهم كالتوجيهات الهادفة إلى كيفية مُكافحة كورونا تارة، والى كيفية السعي الى النيل من الاشخاص الذين كانوا يوما ما ضدهم، او اختطفوا حقوقهم ومصالحهم وهمشوهم، ناهيك عن اي مسؤولين قد كانوا سبباً في النيل منهم.
إن غالبيّة الدول التي تقع على خطّ تماس ُمباشر أو غير مُباشر مع الإرهاب ان تسعى الى الحفاظ على توازن دقيق بين تخصيص الموارد البشريّة التي تتضمن العناصر الامنية والقوات المُسلحة والموارد الماليّة لمواجهة “كورونا” والحفاظ على أمنها في مواجهة تهديدات إرهابيّة مُحتملة.
واستغلال الإرهابيّين لتداعيات تفشّي الجائحة ولإحتمال تخفيف الرقابة الأمنيّة على نشاطاتها سيكون إحتمال واقعيّ ستقوم هذه التنظيمات باستغلاله وتنفيذ اعمال إرهابية بطرق عدة، خاصة ان التنظيمات الارهابية دائما تتوعد وتهدد بان تقوم بإستغلال اية فرص قد تكون مواتية من أجل شن هجمات ستنال من الدول والمُجتمعات والافراد بدون إستثناء من أجل تحقيق اهدافها التي تسعى اليها.