كورونا .. أزمة وتعدي
وكالة الناس – هند السليم
نؤمن جميعنا أننا سنموت، إن كان سبب الوفاة “فروس كورونا” ام حادث سير ام إهمال بالوقاية من الأمراض ام جريمة قتل ام امراض مزمنة … الخ، لكننا لا نؤمن أن لكل شخص قدر من عند الله سبحانه بسبب وفاته، وعلينا ألا نرمي بأنفسنا إلى التهلكة، ويجب الأخذ بالاسباب؛ فهذه هي الدنيا بها الجميل والقبيح وبها الصالح والطالح وبها الكرب والفرج، وكله بأمر الخالق وحده، واياً كان بلاء او اختبار او تكفير ذنب فما علينا إلا الإلحاح بالدعاء له بكشف الغمة.
مرض العصر”فيروس كورونا” اقفل دول على نفسها؛ وقد ارسله سبحانه لحكم كثيرة، فهو رب الخير ولا يأتي إلا بالخير، ونعلم ان كل شيء بالدنيا له جانبان: سلبي وإيجابي، وكل إنسان يرى كما يريد، ولو اردنا ذكر سلبياته: فأنه ينتشر بسرعة ويتسبب بأعداد هائلة من الوفيات ويغلق كل سبل الحياة إلى حدٍ ما، أما إيجابياته: فأصبح لدينا فرصة اكبر للتسامح والعفو مع انفسنا أولاً ثم مع الآخرين، كما عمل على توطيد صلات الرحم والمودة، فحصل كل ما حصل لسبب لا احد يعلمه الا رب الكون وحده لا شريك له؛ فلنتفائل بأن الشفاء من عنده وبأمره.
ومما لا شك فيه أن هذا الابتلاء اظهر اولويات حياتنا كما اظهر حقيقتنا وضعفنا وجبروتنا الكاذب الذي هزمه “فيروس” لا يرى بالعين المجردة، أتى ليقول لنا: مهلاً … تريثوا، فما زلت أنت ايها الإنسان جزءاً من هذا الكوكب ولست سيده، حينها اصبحنا ضعفاء شأننا شأن باقي المخلوقات على الكرة الأرضية، هذا “فيروس” علمنا قيم ومبادئ إنسانية وفيرة، كما ساوى بين الديانات والطبقات الاجتماعية، فلا قيمة للمظاهر بل الأهم هوالنفس البشرية والعناية الصحية.
نشكرك كورونا؛ فمن لا يتعلم من هذه القساوة … خاسر.
عندما نخرج من هذه الأزمة سنعلم أن اليوم الذي كنا نراه اعتيادي مثل: (نتنفس بلا كمامة، نتبادل السلام باللمس والقبل، نعيش يومنا كامل بليله ونهاره، طريقة ونوع الطعام الذي نتناوله .. اخيراً كنا نعتقد اننا نعيش حياتنا) هو ليس باعتيادياً، فقد تعلمنا كيف نستمتع بالنعم التي انعمها الخالق علينا، فلنحمده ونشكره.
بالنهاية نقدم الشكر الجزيل للمحاربين بهذه المعركة الشرسة وهم: الجيش الأبيض من كوادر طبية وتمريضية، حماة وطننا وعيننا الساهرة قوات الأمن والدرك والجيش العربي، الكوادر التعليمية كافة بالقطاعين العام والخاص، والزملاء الإعلامين والصحفين على الجهد المبذول في نقل الصور والمشاهد “اللهم الحقيقية”، ولا ننسى أن الذي يُخرج اي احد من اي أزمة هي المرأة؛ الأم والأخت والزوجة والأبنة، فهي الدليل والطريقة والواعية والعقل المدبر والحكم بكافة الأمور، فشكرا لي أولا من موقع عملي المنزلي ثم لكم؛ شكراً بحجم السماء لكل من يجتهد بالعناية وتقديم سبل الراحة والأمان والحفاظ على صحة المواطنين واطمأنانهم.
“كورونا” .. أزمة وتعدي بكل أمل وتفاؤول وثقة بالله وتدابيره، فما بيننا وبين انتهاء هذا الابتلاء فقط “كن فيكون” والدعاء بنية صادقة وخالصة له عز وجل.
حطينا الأردن بالقلب وتوكلنا على الله …. اللهم احفظ وطننا والمسلمين والعالم اجمع من كل شر