كورونا ليس يوم القيامه
توقفت الحياة في الشوارع واغلقت المتاجر والمؤسسات والدوائر وعطلت المدارس والجامعات ومنعت الصلاه في دور العباده وعزلت المدن والدول وهبطت الطائرات وركنت السيارات وسيطر الخوف والارتباك على الحكومات وانتشرالهلع بين الافراد بانتظار ما سيفعله العدو الخفي.
كورونا ليس كيوم القيامه ولكنه مثل البركان ان اقتربنا منه اصابتنا بعض حممه وان ابتعدنا عنه سلمنا وسلم المجتمع وهذا ليس صعبا اذا ما طبقنا قواعد الوقاية منه والتزمنا بالتعليمات الصادرة عن الجهات الرسميه بكل دقة وهو ما حصل في دول عديده استطاعت احتواءه مثل الصين وكوريا وسنغافوره وهونغ كونغ والهند واليابان وتايوان وهناك بعض المشاهدات التي يمكن ان تجعل المسارعندنا اقرب الى هذه الدول عما هو في اوروبا والولايات المتحده بل ويجعل النجاح اسهل في الاردن بعون الله مثل :
1- الفئة التي تتطلب ان نركز عليها العناية والاهتمام هي فئة كبار السن حيث ان نسبة الشفاء حسب الدراسة الصينيه هي 100% للاطفال دون العاشره و99.8% لمن هم دون الثلاثين من العمر و 99.6% لمن في الاربعينات و98.7% لمن هم في الخمسينات و 96.4% للستينات و92% لمن هم في السبعينات و85% لمن هم فوق 80 عاما من العمر وهي نسب تقارب الارقام الصادرة عن ايطاليا وطبعا هذه الارقام قد تتغير مع ازدياد الاعداد ووضوح الصوره ولا تعني انه لا يشكل خطرا على الاطفال رغم ان نسبة الاصابة لديهم اقل.
وبالنظر الى ان المجتمع الاردني مجتمع شاب حيث نصف عدد السكان اعمارهم اقل من 22 عاما اما في اوروبا فنصف السكان اعمارهم اكبر من 43 عاما (46 في ايطاليا) وحيث ان نسبة من هم فوق ال65 سنه في الاردن هي 3.5 بالمئه مقابل 22 بالمئه في بلد مثل ايطاليا وهي الفئه العمريه التي يجب ان نركز الاهتمام عليها وحمايتها والعناية بها فمن الواضح ان تحقيق ذلك اسهل بكثير على الدوله الاردنيه منه على ايطاليا او اوروبا او اليابان سواء في الناحية الوقائيه او العلاجية حيث ان هذه الاعداد اقل والعناية بها وعزلها وحمايتها اسهل وخاصة في ظل الترابط الاسري الذي لا يضطرهم للخروج ما حدا ببعض الدول اتخاذ اجراءات خاصة بهم لابعادهم عن المجتمع.
2-ان الكثافه السكانيه في المدن الاردنيه اقل منها في مدن تلك الدول فهي في عمان مثلا 2380 \كم2 اقل منها في نيويورك 10715 ، لندن 4542 باريس 3640\كم2 ووهان الصينيه 4400 ميلان 7200 (وهي مركز الاصابات في ايطاليا) مدريد 5400 وذلك اضافة الى ما اضافه ملايين السياح من اكتظاظ كبير في تلك المدن ما قد يكون ساهم في انتشار اكبر واسرع للمرض.
3- ان الاجراءات الوقائيه التي تقوم بها الحكومه اجراءات مشددة وهي تفوق ما يجري في غالبية دول العالم التي ترددت ولا زالت في ذلك بقصد او بدون قصد رغم استفحال الامر لديهم وتسارع الانتشار كما ان اداء فرق الاستقصاء الوبائي في الاردن متميز ورائع بادارة خبراء في هذا المجال ونرى جهدهم الكبير في محافظة اربد هذه الايام.
4- من المرجح (وليس المؤكد ) ان ارتفاع الحراره يحد من انتشار الفيروس ، والفارق في درجة الحراره بين بلدنا ودول اوروبا وشمال امريكا واضح
5-غسل الايدي هو احد وسائل الوقايه ومعروف ان مجتمعنا يقوم بذلك اكثر من الغرب وكانت دراسة اوروبيه اشارت ان ثلث الناس هناك لا يغسلون ايديهم بعد الخروج من الحمام مثلا.
6- انتشار الفيروس في بلاد مجاوره وفي نصف الكرة الارضيه الجنوبي عموما بطيء نسبة لما هو في اوروبا رغم ضعف المنظومة الصحية لديهم وتاخرهم في الاجراءات الوقائية (هذا اذا كانت الارقام موثوقه والفحوصات التشخيصيه متوفرة فعلا وتستخدم.)
لكن كل ذلك يصبح لا قيمة له اذا لم يكن هناك تطبيق صارم للاجراءات الوقائيه سواء على صعيد الفرد او المجتمع او الحكومة واي تهاون او استهتار هنا او هناك ستكون عواقبه وخيمة على القطاعات كلها وكلها بدأت تتضرر فان لم يتضرر الفرد صحيا فسوف يتضرر اقتصاديا او اجتماعيا او تعليميا او وظيفيا….
حمى الله الجميع.
كتب . د.باسم الزعبي