الحكومة كيف ترد ؟؟
بينما تعمل الحكومة الاردنيّةعلى إعادة الهيبة للدولة الاردنية وحكومتها من خلال إعادة الهيبة لامتحان التوجيهي وغيره من اوجه عمل الحكومة بينما توجّه الدولة المسخ اسرائيل طعنة للكرامة الاردنية وصفعة قويّة للهيبة الاردنيّة من خلال قتل القاضي الاردني رائد زعيتر في نقطة العبور الكرامة على جسر الملك حسين بين الضفتين والذي كان ذاهبا لهدف انساني عائلي مسالم لا يحمل اي سلاح .
ومن خلال برنامج قناة رؤيا الفضائية الذي شارك فيه افاضل وكانت الاحاديث لهم ولمن تفضّل بمداخلة تمثّل نبض الشارع الاردني وغضبه على الجريمة النكراء بينما كانت مداخلة الناطق الرسمي للحكومة الذي عبّر عن موقف للحكومة لا يرقى للموقف الشعبي الاردني وانما يشير الى مجاملة للموقف الاسرائيلي حيث بيّن ان الرواية الاسرائيليّة هي المعلومة الوحيدة حتّى تلك الساعة وان الحكومة بانتظار تفاصيل وتحقيقات اكثر حول حادثة القتل بينما جثمان الشهيد القاضي حقيقة واقعة كما هي حقيقة حبس االجندي الاردني الدقامسة والذي ما زال محبوسا منذ سبع عشرة سنة وحتى الان منذ حادثة الباقورة .
ان الغطرسة الاسرائيليّة طالت دول كثيرة واصبحت بالونات الاختبار التي تطلقها هنا وهناك وتقتل وتدمّر دون اي اعتبار لدولة او زعيم او اي قيم انسانيّة وقمّة هذه الغطرسة هو اعتبار الفرد اليهودي الاسرائيلي هو الوحيد صاحب الحق بالحياة بينما دم بقيّة البشرحلال للإستباحة من قبل الة الحرب الإسرائيليّة .
وقد يكون مقتل الشهيد الاردني القاضي رائد زعيتر هو بالون اختبار للعلاقة الاردنية الفلسطينيّة حاليا ومستقبلا في حال نفاذ خطة كيري الصهيونيّة لإعادة توزيع المنطقة وتثبيت الحدود بين دولها للعديد من السنين القادمة ولفرض زعامة ويهودية الدولة العبرية الإسرائيليّة على الدول العربيّة المهزومة في المنطقة وخاصّة العراق ومصر وسوريا وايجاد حزام آمن لها لعشرات السنين .
وحيث ان الفعلة الاسرائيليّة الآثمة موجّهة بالدرجة الاولى للدولة الاردنيّة بكامل اركانها فهي إحراج للنظام الذي سبق وابدى كل مشاعر انسانيّة في حادثة الباقورة قبل سبع عشرة عاما واتّخذ الإجراءات القانونية فيها بينما اسرائيل الآن تبرر الجريمة وتلقي التهم والاوصاف لما حدث جزافا وبلا خجل او وجل كما ان الشهيد من اصل فلسطيني ويتمتّع بالجنسيّة الاردنيّة ويعمل قاضيا في الدولة الاردنيّة وكأن إسرائيل تريد ان تبعث برسائل معيّنة حول الوحدة الوطنيّة الاردنيّة والعلاقة الاردنية الفلسطينيّة العميقة واحدى مظاهرها الولاية الاردنية الهاشميّة على المقدّسات الاسلاميّة والمسيحيّة في القدس الشريف والتي تمهّد اسرائيل لسلب هذه الولاية معتقدة ان هذه الولاية هي آخر دعائم عروبة المدينة المقدّسة .
واسرائيل بهذه الجريمة تريد ان تخلق الفوضى بالمجتمع الاردني من خلال وجود تباين بين مواقف كل من الشعب والنواب والحكومة حول ماهيّة رد الحكومة الاردنيّة على الجريمة الصهيونيّة حيث تراوحت الطلبات بين الغاء اتفاقية عربة للسلام بين الاردن واسرائيل وطرد سفير اسرائيل من الاردن وسحب السفير الاردني واطلاق سراح الجندي الاردني احمد الدقامسة الذي قضى ثلثي مدة محكوميّته الى مواقف الحكومة التي تنتظر نتائج التحقيق .
وما تردّد عن الاعتذار الاسرائيلي للحكومة الاردنيّة ما هو إلاّ اسف حكومة الصهاينة على موت القاضي الاردني فهي لا تعتذر عن اي اعمال عدوانية ضد العرب وخاصّة الفلسطينيّين والاردنيّين وها هي تقتل يوميا من الغزيّين ما يحلوا لها دون اعتذار او أسف .
وماذا سيكون ردُّ الحكومة الاردنيّة على قتل الشهيد القاضي الاردني وهل ستّتخذ موقفا يتطابق مع موقف الشارع الاردني وقبل انتهاء المهلة التي اعطاها مجلس النوّاب للحكومة والرد على الغالب سيكون فقط بان تستدعي اسرائيل سفيرها للتناقش معه لرفع الاحراج عن الحكومة الاردنيّة وكذلك استدعاء السفير الاردني في تل ابيب للتناقش معه على ان تطول اقامته في الاردن مدّة ليست قصيرة حتّى تهدأ الخواطر وتُنتسى القضيّة كما غيرها ويا دار ما دخلك كرامة .
وهنا نتسائل هل يمكن ان نحافظ على كرامتنا بالخجل وهل يمكن ان تعود هيبة الحكومة بالمواقف الضعيفة غير الحاسمة ………….
قال نعالى (إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَٰكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ ۚ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ ) صدق الله العظيم
احمد محمود سعيد
14 / 3 / 2014