أبناءنا بين تربية ورعاية
اختلاف كبير بين كل من مفهومي التربية والرعاية ،فالرعاية هي تقديم الاحتياجات من طعام وشراب ولباس، ويشترك بها الإنسان والحيوان، أما التربية هي الزيادة في السلوكيات الايجابية في أبنائنا والعمل على خفض السلوكيات السلبية ،ولكن قبل أن نربي أبناءنا يجب أن نربي أنفسنا أباءً وأمهات هل نحن قدوة صالحة بكل أقوالنا وأفعالنا ، أبناؤنا في هذه الأيام أصبح لديهم من الذكاء الذي قد يفوق ذكاءنا حيثُ أصبح لديهم من الفطنة والذكاء ما يجعلهم يميزون بين السلوك الطبيعي والسلوك المصطنع، لذلك عندما نصبح أباء علينا توخي الحذر في أي كلمة أو فعل يصدر منا وأن نتحلى بالأخلاق الكريمة التي نرغب أن يتحلى بها أبناؤنا، لا يخلو مجلس من مجالسنا إلا ونسمع شكوى من أولياء الأمور أننا استخدمنا كافة الأساليب ولكن دون جدوى،أقول لنفسي ولكم علينا أن لا نيأس من رحمة الله الدعاء الدعاء وأن نتحرى أوقات استجابة الدعاء ، في الثلث الأخير من الليل وفي السجود وعند هطول المطر، وكذلك علينا كإباء وأمهات أن نتفق لتكون كلمتنا واحدة أي ما هو مرفوض من الأب مرفوض من الأم ،فبعض الإباء يربي تربية سليمة فتأتي الأم وللأسف وتقوم بهدم ما تم بناؤه أو العكس، والقدوة الصالحة وأهم ما يقدم الوالدين لأبنائهم هو الحب وإشعار الأبناء بالحب صغارًا وكبارًا ففي أي مرحلة وصل الأبناء من العمر يحتاجون إلى كلمات الحب ولا تبخلوا على أبنائكم بحضنهم وتقبيلهم وضمهم إلى صدوركم ففيه راحة كبيرة لهم ولكم وفي زمن رسول الله صل الله عليه وسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قَبَّلَ رسول الله صل الله عليه وسلم الحسن بن علي وعنده الأقرع بن حابس التميمي جالس فقال الأقرعُ:إن لي عشرة من الولد ما قبلتُ منهم أحدًا، فنظر إليه رسول الله ثم قال من (لا يَرحم لا يُرحم)رواه البخاري ومسلم ومن ثم تجاهل التصرف إذا كان تصرف عابر أي لم يتكرر ،وإذا تكرر السلوك نتبع أسلوب الحوار والنقاش ويكون النقاش في كافة المواضيع التي تتناسب مع مستوى الطفل العمري، وفي الخلاصة الاتفاق على أسلوب تربية موحد بين الأب والأم والقدوة الحسنة القدوة الحسنة . الدكتورة منى الواكد