حابس باشا يرد على كيري
لقد تزاحمت المقالات والتحليلات حول زيارة كيري للمنطقة ونحن نعلم جميعا اننا في ظل معادلات وسيناريوهات تم التخطيط لها من سنوات عديده تشمل الشرق الاوسط الجديد ومعادلات التسوية في المنطقة ورغم اننا نشاهد عن كثب كل مايحدث في المنطقة من تغييرات وانقسامات طائفية وتقسيم المقسم والصراعات الطائفية وصولا الى خارطة الشرق الاوسط الجديد والتي خطط لها بعناية ودراية منذ عشرات السنين وهي قيد التنفيذ الان.
وان مايحدث في دول المنطقة من ضغط اجتماعي وفساد ومن معاناة اقتصاديه هي تاهيل لتنفيذ ما نخطط له في المنطقة وتأهيل الشعوب لقبول التغيرات وقبول مالم يقبل .
ونحن نعلم المخاوف التي يتحدث عنها الجميع حول التغيير القادم للمنطقة وكاننا شعوب مسلوبي الاراده ونرضخ لما يخطط له دون معارضه.
وفي ظل كل ذلك استحضرني قول المرحوم المشير حابس باشا المجالي رحمه الله في احدى المعارك عام 1948 حين كان قائدا للكتيبة الرابعة عندما طلب منه (كلوب باشا ) وقف القتال مع اليهود حين رفض الهدنه وكرر تلك الابيات الشعرية :
” ما اريد انا هدنة ياكلوب خلي البواريد رجاده
بيوم غيظاً بحر الشوب والنار بالجو وقاده
خلهم يحسبوا لنا محسوب انا على الموت وراده
صهيون ابعد عن المغصوب وابعد عن القدس وبلاده
النصر من الله لنا مكتوب والخوف ماهو لنا عاده” .
واين نحن من قول الشاعر:
بلاد العرب اوطاني من الشامي لبغداد
ومن نجد الى يمن الى مصر فتطواني
وقبل كل ذلك اذكركم بقوله تعالى:
”وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ
ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين
يريدون أن يطفئوا نور الله بأفواههم ويأبى الله إلا أن يتم نوره ولو كره الكافرون”.
هذا هو ايماننا وهذا تراثنا وثوابتنا ونعلم نبراس امتنا ولن نحيد عن الطريق مهما كانت مشقة الطريق حتى لا نكون من الأخسرين أعمالا الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا . وكيف نتحث الان عن تعريف الاردني والفلسطيني والوطن البديل ولا بديل فأين ثوابت عروبتنا واين توابتنا الوطنية وكيف نسينا شهداء القدس من كل العائلات الاردنية والفلسطينية وكيف نسينا عندما اختلط الدم الاردني والفلسطيني في حرب الكرامه وكيف يعبر قائد كتيبة عن رأيه بكل قوة ليتعلم منها اشباه الرجال لمن لا يمتلك قرارا لنفسه قبل ان يمتلك قرارا لوطنه.