مجزرة اطباء وفنيي وزارة الصحة
في الوقت الذي تسعى فيه دول الخليج العربي وامريكا وبعض الدول الاوروبية الى استقطاب الكفاءات العلمية وخاصة الطبية، أنهى مجلس الوزراء يوم امس خدمات 51 طبيب إستشاري من مختلف التخصصات الطبية العاملين في وزارة الصحة، رغم ما تعانيه المراكز الصحية ومستشفيات الوزارة من نقص حاد بالاطباء، خاصة اطباء الاختصاص والفنيين الامر الذي كان يشكل عائقاً امام تطوير الخدمات الصحية وتشغيل مستشفيات جديدة مثل مستشفى السلط الجديد، يأتي هذا تزامناً مع إنهاء خدمات الالاف من رعيل الجيل السياسي والاقتصادي والتشريعي والخدمي والاداري الذين كانوا يديرون مؤسسات الدولة الأردنية، ومن العاملين في القوات المسلحة والاجهزة الامنية قبل تأهيل كفاءات بديلة موثوقة ومدربة تحل محلهم، غير آبهين بملايين الدنانير التي انفقتها الدولة الاردنية على تدريب هؤلاء وتأهيلهم، وملايين اخرى ستنفقها على تأهيل وتطوير البدلاء … لا احاول التباكي على من أُنهيت خدماتهم ولست قلقاً على مستقبلهم فجلهم من اصحاب الإختصاصات والمؤهلات العالية المطلوبة، وستسارع عدة دول لإستقطابهم وتوقيع عقود معهم كما إستقطبت قبلهم المحترفين اصحاب الخبرة من متقاعدي القوات المسلحة والاجهزة الامنية، لكني احذر من هذا المؤشر الخطير في افراغ بيوت الخبرة من مؤسساتنا العلمية والصحية والوطنية والاعتماد على جيل لم يمتلك بعد الخبرة ولا التأهيل، لان مثل هذا التفريغ المفاجئ له نتيجة واحدة وهي تراجع مستوى الخدمات والفوضى المؤدية الى تفتت وانهيار مؤسسات الدولة … لا اعرف ان كان هذا العمل مخطط له ومقصود لكن الشئ الوحيد الأكيد ان من خطط لهذا لا يريد لنا الخير، ولا تهمه المصلحة الوطنية ومستقبل الاردن !
كتب . د عصام الغزاوي