الحكومة السعيدة والحكومة الشقية
ما الحكومة السعيدة وهي بالتاكيد ليست الحكومة الاردنية فهي تلك الحكومة التي تسعى لاسعاد مواطنيها وتحقيق الحياة الكريمة لهم وسبل العيش المتقدم لابنائها وهذا النموذج من الحكومات تمثل بشكل جلي وواضح في حكومة دبي والتي نحن كعرب نفتخر ونعتز بها فهي مؤشر واضح على ان هنالك جزء مهم من الامة العربية ما زالوا يحافظون على تلك الصورة المشرقة والجميلة للانجازات العربية والاسلامية القديمة فهاهي حكومة دبي الرشيدة تتألق من خلال السير السريع نحو اسعاد مواطنيها بكل تواضع وافتخار وتنتقل من مرحلة رضا المواطنين الى شعورهم بالسعادة ومن مرحلة الحكومة الالكترونية الى مرحلة الحكومة الذكية وتبحث عن معايير لمحاسبة الوزراء الذين قد يتأخروا في سيرهم نحو اسعاد ابناء الشعب من خلال الشفافية والمسائلة وتحقيق العدالة وعدم ارضاء الاقلية على حساب الاكثرية
وها هي حكومة دبي ايضا تنفرد في اطلاق مشروع تدريبي لتدريب الحكومات الراغبة في تطوير قدراتها ومهاراتها من اجل نيل رضا مواطنيها واسعادهم واعتقد اننا في الحكومة الاردنية احوج ما نكون للمشاركة في مثل هذا النوع من الدورات لان هنالك عناصر متشابهة بيننا وبين حكومة دبي من حيث ان البلدين الشقيقين ليسوا دولا نفطية ولكن اسلوب الادارة مختلف بين الدولتين مما جعل احداهما في صعود مستمر نحو القمم اما الاخرى فهي في هبوط سريع نحو منطقة البحر الميت !!!
ان الازمات السابقة للدول المحيطة بالاردن كان من الممكن ان تكون نفطا وصخرا زيتيا وغازا طبيعيا ومشاريعا تنموية بالنسبة للشعب الاردني لو احسن استثمارها من قبل الحكومات المتعاقبة ولكن الحكومات ومع الاسف وخلال تلك الازمات لم تكن حكومات شفافة لا بل تم استثمار تلك الازمات لصالح اشخاص معينين لم تكن الفرصة متاحة لهم لولا انهم رجال دولة لذلك هم استثمروا وظائفهم وخانوا الامانة التي حملوها وسمنوا ارصدتهم وباعوا الشعب ومقدراته بثمن بخس وافشوا الفساد بين مؤسساته وما زالت الحكومة الحالية لا تسير بالاتجاه الصحيح ولا تهتم بالاصلاح وبعيدة عن الشفافية من خلال العمل على شقاء المواطنين وزيادة ضنك العيش للمواطن الاردني وتعطيل القوانين وحماية الفاسدين وتنفيذ تعليمات صندوق النقد الدولي والسياسات الاستعمارية لما فيه انهاك المواطن وشقائه!!
انني لا اعتقد ان هنالك اي بوادر ايجابية تلوح بالافق لثني هذه الحكومة عن تلك الممارسات والتي تتجه فقط نحو شقاء المواطن الاردني وحرمان ابنائه من السعادة وفي هذا السياق نتمنى على الحكومة الرشيدة ان تسرع و تحجز لها مقاعد تدريبية للمشاركة في اول دورة تعقدها حكومة دبي للحكومات علنا وعن طريق هذا البرنامج التدريبي نستطيع البدء بتحقيق مالم تتمكن من تحقيقه عشرات الحكومات السابقة فالحكومة السعيدة هي من تسعد ابنائها والحكومة الشقية هي من تشقي ابنائها !!
العميد المتقاعد بسام روبين
bassamalodeh@ymail.com