0020
moasem
002
003
004
005
006
007
008
previous arrow
next arrow

الوظائف الحساسة والمحسوبية والعشائر الأقل حظاً

  لوحظ منذ سنوات في الأردن بأن الوظائف العامة الحساسة تقتصر على أشخاص معينين أو عشيرة معينة وكأن الدولة ملك خاص لرؤساء الحكومات وكبار المسؤولين و السياسيين المسيّسين من الخارج و المتنفذيين، فيتقاسموا المناصب بينهم, من دون الأخذ بعين الاعتبار وضع الحكومة الأردنية التي هرمت من كثرة المديونية الخارجية مما أدى إلى عجز في الميزانية جرّاء تحاصصهم البعيد عن الخبرة والكفاءة في استلام المراكز الحساسة ومؤسسات الدولة بدءاً من الديوان الملكي ومروراً بمجلس النواب والوظائف القيادية العليا ورؤساء الجامعات الرسمية،فأصبحت وحده معيار الانتماء والموالاة لهذا الرئيس(رئيس الوزراء) أوالمتنفذين أو الحيتان هو من يوصل المحظوظين والمتسلقين إلى سدة الوظيفة العامة الأولى.
فواقع المحاصصة الوظيفية في الدولة الأردنية أصبح مزعجُ كثيراً لنا كشعب أردني،وكل الأردنيون أبناء عشائر فمحاولة النخر بهذا الاتجاه في المحاصصة في الوظائف العليا لعشيرة معينة وتهميش باقي العشائر هو تفتيت لمقومات الدولة والنخر فيها، فتمنيات الشعب الأردني الطامحة لبناء دولة أردنية قادرة ومنظمة في أن تجتاز الظروف الصعبة بأمان واستقرار وأن يحظى مجلس الوزراء المخوّل في البت في تعيينات الوظائف العليا بدور صريح وواضح وشفاف دون اللجوء إلى المقايضات السياسية وتوزيع الغنائم في اختيار موظفي الفئة الأولى،حيث أن شأن التعيينات في الإدارة العليا في الأردن يهم كل الأردنيين فهو ليس حكرا على فئة معينة أو عشيرة معينة مهما كانت قوة تلك الفئة أو العشيرة ،ويوجد في الأردن من أبناء العشائر الأردنية من الشمال إلى الجنوب ومن الشرق إلى الغرب من ذوي الكفاءات العالية والخبرات الجيدة والمميزة في استلام تلك القيادات في شتى المراكز والمؤسسات العامة الحساسة في الأردن ،ولكن الواقع الحالي عكس ذلك فأن عشيرة أو فخذ من تلك العشيرة تُسخّر لها استلام قيادة تلك المؤسسات العامة الحساسة بدءاً من الديوان الملكي( بيت كل الأردنيين) ومروراً بمجلس النواب ورئاسة الجامعة الأردنية والتلفزيون الأردني …..الخ،فأن المحاصصة في الوظائف العليا في الأردن له السلبيات العديدة في المجتمع الأردني فضلا عن مساسه المباشر بسمعة العشائر الأردنية والأردن من جهة أخرى، مع أن كفاءة البعض يمكن أن تؤهلهم للوصول إلى مواقع قيادية متقدمة فأن ما يحصل لدينا في ارض الواقع إن الإخلاص للأشخاص (رؤساء الوزراء و المتنفذين والحيتان) يعني أخلاص أشخاص وليس للوطن هو وحدة الذي يمكن أن يوصل إلي تلك المنصب.
كان الله في عون العشائر الأردنية الأقل حظاً في توزيع حصص المناصب العليا في عهد حكومتنا الرشيدة والحكومات المتعاقبة.

كتب:حاتم محمد المعايطة