حق العودة ….. حق شرعي وقانوني وإنساني وحتمي
الفلسطينيون في كافة أماكن تواجدهم هم ضيوف لدى الدول المضيفة لهم ، بسبب نكبتهم وتهجيرهم عن أرضهم ، وهم متمسكون بالعودة لوطنهم الأم مهما طال الإنتظار ليقينهم أن حقهم في أرضهم لا أحد يستطيع منازعتهم على هذا الحق المكتسب الذي لا يسقط بفعل مرور الزمن . العودة حق شرعي وقانوني وإنساني وحتمي ، هذه لازمة يجب أن يحفظها اللاجئون عن ظهر قلب ، ويعلموها لأبناءهم وأحفادهم وأن يعملوا لها على مدار الساعة ، ويكرسوا كل جهودهم ليحققوها في واقع حياتهم ، فحق كل إنسان أن يعود إلى وطنه ، وليس من حق أحد أن يمنع هذا الحق ولو أدى ذلك لقتاله ، هذا إن كان الوطن أي وطن فكيف إذا كان الوطن فلسطين ! الأرض التي بارك الله فيها وحولها ، أرض الإسراء والمعراج ، أرض الأنبياء والشهداء والصالحين ، مهد عيسى ومهجر إبراهيم ، الأرض المضمخة بعبق الرسالة والشهادة ، أرض التين والزيتون ، أرض الأقصى والمهد والقيامة ، أرض المحشر والمنشر، الأرض التي سينزل فيها المسيح ويقتل فيها الدجال ، بوابة السماء وموئل الأنبياء ، ومثوى الشهداء ومأرز الصالحين ، فهل فلسطين كأي وطن على وجه الأرض! . إن الصلاة في الأقصى والشهادة على أعتابه أمنية مئات الملايين من المسلمين في كل أنحاء الأرض ، وهذا يضاعف مسؤولية أهل فلسطين تجاهها ، وخاصة اللاجئين منهم فهم أولى الناس بها ، ولا يجوز لهم أن يتوانوا في العمل لتحريرها من أيدي الصهاينة الغاصبين لها ، الذين يكيدون لها ولمسجدها الأقصى ولكل ما هو مقدر ومقدس فيها ، يريدون فلسطين دولة يهودية ولم تكن كذلك ، ولن تكون في يوم من الأيام. إن ثورة الشعوب العربية يجب أن تستكمل مشوارها على طريق إعادة الإعتبار لهذه الشعوب ، التي غلبت على أمرها بأنظمة لم تكن تعبر عن إرادتها يوما ، ومسؤولية فلسطين هي مسؤولية الأمة الإسلامية والشعوب العربية والشعب الفلسطيني في دوائر متكاملة يشد بعضها بعضا ، ولا تنفك عن واجبها تجاهها أبداً ، وكلما إقتربت الجغرافيا كانت أكثر التصاقا بهذا الواجب الشرعي والقانوني والأخلاقي والقومي والوطني، مطلوب من اللاجئين أن يعيدوا تنظيم صفوفهم للمطالبة بحقهم في أرضهم ووطنهم ، فالمؤامرة لا تزال تحاك ضد هذا الحق ، وإن آخر فصولها مؤامرة كيري ولم نسمع من العرب ولا من غيرهم أي ردة فعل على هذه المؤامرة، وكأن الأمر لا يعنيهم . نحن نقول للصهاينة وأوليائهم من المتصهينين إن هؤلاء هم أهل فلسطين وأصحاب الحق فيها ، أما أنتم يا من جئتم من روسيا وأرتيريا وهولندا وبلجيكا وكل أصقاع الأرض فمكانكم هو من حيث جئتم ، ولا مكان لكم في فلسطين إلا أن تقتلوا فيها تحقيقاً لوعد الله فيكم فاختاروا ما هو أنفع لكم الفلسطينيون لن يتنازلون عن وطنهم فهو هويتهم ومنطلقهم في أداء دورهم ورسالتهم . نعم إن أرض العرب والمسلمين واسعة ولكن ليس على حساب فلسطين الذبيحة الجريحة التي تئن تحت الإحتلال والتهويد ، لقد ضاقت أرض العرب والمسلمين حين أصبح الأقصى أسيرا ومهددا بالزوال في كل لحظة ، وما ينبغي للاجىء أن يغمض له جفن، وهو يرى ما يجري على أرض آبائه وأجداده من إحتلال ظالم وأسرى بالآلاف وشهداء وجرحى ، وظلم وإعتداء وتمييز وتهويد وتهجير وتهديد! إنها مسؤولية أهل فلسطين أولا، ثم الذين يلونهم من العرب والمسلمين ثانيا وثالثا ، وعلى اللاجئين أن يفهموا أن كرامتهم مرهونة بتمسكهم بوطنهم وأرضهم ، وإصرارهم على مقاومة العدو الصهيوني بكل الوسائل الممكنة ، ولا يحق لأحد أن يمنعهم من ممارسة هذا الحق وإلا فإنه سيكون ظالماً ضلعاً وشريكاً في الجريمة التي ترتكب صباحا ومساءا ضد فلسطين والقدس والأقصى واللاجئين. رحم الله شهداء فلسطين الذي يتصدون للمؤامرة على فلسطين وآلامه العربية وإلى كل أولئك المتآمرين المؤتمرون بأوامر أولئك الذين إرتضوا لن يكونوا أداة لتنفيذ المشروع الصهيوني يجب أن يعودوا لرشدهم ولحضن وطنهم وأن يكفوا عن أعمالهم ضد أبناء الشعب الفلسطيني .
بقلم الكاتب جمال أيوب