تحيا أمتي بإحياء لغتها
وكالة الناس – هند السليم
يصادف اليوم الأربعاء، الموافق 18 كانون الأول، يوم اللغة العربية العالمي، إذ نحتفل بهذا اليوم كما يليق بلغتنا، حاضنة الأمجاد، حافظة التراث، والمؤهل الأساسي نحو التطور والتقدم والعيش في هذا العالم المتسارع باستقرار ورفاهية.
هذا الاحتفال بيوم اللغة الأم فرصة للتفكير بالصلة التي تربط الناطقين باللغة نفسها، هي اللغة التي تحمل إرثاً ثقافياً وفكرياً ساهم بتطور الحضارات وإقامة حوار بين الثقافات، وتحمل أصوات الادباء والشعراء والفلاسفة والعلماء لخدمة الإنسانية.
هي اللغة الوحيدة التي تجعلنا نفكر ونعبر عن مشاعرنا بطريقة صحيحة ومريحة، فتعد من أهم مقومات حياتنا وكياننا، وهي الحاملة لثقافتنا ورسالتنا والرابط الموحد بيننا والمكون لبنية تفكيرنا، والصلة بين أجيالنا، والصلة كذلك بيننا وبين كثير من الأمم؛ وهي البيئة الفكرية التي نعيش فيها، وحلقة الوصل التي تربط الماضي بالحاضر والمستقبل.
اليوم .. نجد أن دعوتنا لإحياء اللغة العربية وإعادتها لمكانتها التي كانت عليها يوما ما ليست دعوة للإهتمام بباب دون آخر؛ بل هي دعوة لإحياء الإنسان العربي ككل، وذلك يعتبر الثمرة لمجهود أمة ترفض أن تنسى تاريخها أو تستسلم في حاضرها أو تبيع مستقبلها، ولا اسعى هنا لدعوات فارغة سرعان ما تنتهي وتتلاشى، وإنما اوجه دعوة للإنسان العربي للعمل بدلا من القول، وللفكر دون تعصب، فقبل أن نبني اللغة العربية علينا أن نبني الإنسان العربي؛ لأن اللغة هي الهوية.
ولننظر لما يفعله أصحاب اللغات الأخرى لخدمة لغاتهم .. سنجد تقصيراً كبيراً منا تجاه لغتنا الأم، فمثلا متحدثو اللغة الإنجليزية يسعون دوما لتعميم لغتهم ويبتكرون الحيل لتصبح الإنجليزية لغة العالم ولغة العلم معاً، فلنسعى لاستعادة حق اللغة العربية بالأدب والعلم والفكر والعودة للتفاخر بها فهي التي تجمعنا من مختلف الأقطاب.
ويسعدني اليوم أن اهنئ نفسي أولاً لإعتزازي بلغتي الأم ثم اهنئ كل من ينطقها ومن يعتني ويفتخر بها ويحافظ عليها .. وكل عام ولغتنا ترفعنا نحو المجد.