عاجل
0020
moasem
002
003
004
005
006
007
008
previous arrow
next arrow

لنا في الحلم حياة آخرى !

سألها متردداً, وكم عشقت سؤاله ! وذاك الخوف الذي لاح في عينيه, خائف من ردها, تجهالته, وكأنها لم ترد أن تطمئنه, أعجبتها رؤيته وهو كطفل صغير مصيره متعلق بكلمة من شفاه أمه, رغم أن سؤاله كان أسهل سؤال قد يطرح على بشر, لم تستطع كتم ضحكتها! أضحكها عدم تيقنه من الإجابة!
كيف لأحد أن يسأل آخر إن كان سيوافق أن يحقق القدر له أحلاماً لطالما أبكاه بعدها ! مسحت يديها على شعره وتمتمت : غبي أنت, نسيت أنك حلم حياتي ! كبرتُ ولكن لم أكبر يوماً على العشق, أغرك تعقلي أنسيت أن لا عاقلً بالحب ! .
إتفقوا معاً على قانون أوجدوه وأثبتوه سوياً “لنا في الحلم حيـــاة آخرى !”
نعم نكون نيام ! ولكننا نشعر ! ألا نستيقظ سعيدين ؟! ونحاول أن ننام من جديد عللنا نكمل حلمنا, ألا يعني هذا أننا أحياناً نفضل حلم جميلاً, ونهرب من واقعنا إليه!
بالحلم نشعر, نتألم نخاف ونحب ! ألم تحلم يوماً أنك تحب أحدهم, وإستيقظت عاشقاً له حتى وإن لم تلتفت له من قبل! لم ؟!
لأن…. لنا في الحلم حياة آخرى ! .
كانوا دوماً هكذا ! يجيدون العيش في الخيالات, ويجيدون نسج أحلامهم سوياً, دوماً كانوا ينتظرون أن يحل الظلام, فتخفي العتمة خيباتهم, ينسونها لحظياً, وتبدأ أحاديثهم, لم يتقنوا إلا الكلام, الكلام عن مستقبل يأبى أن يأتي, يتحدثون حتى يفرق النعاس حروفهم, فيستودعوا القمر أحلامهم, فهو الشاهد الوحيد على عشقهم, لتطلع شمس يوم جديد, وبخيوطها تقيد أمالهم, يستيقظون على الواقع الذي بلأمس تجاهلوه, الأن بات واضح جلياً لا مهرب منه, تختلط مشاعهرهم ما بين الندم وخيبة الأمل, الندم على أحلامِ مازالوا متمسكين بها, رغم تخليها الدائم عنهم, وعلى الوسادة التي ما تلبث أن تجف حتى تبللها الدموع من جديد.
قد اشتاقت له ! لأحلام كادت أن تنساها, لدموع وضحكات الزمن قد محاها, نسيت كيف يقال كلام الحب حينما نسيته, وكأنها لأجله تعلمتها .
قد اشتاقت, وقد اشتاق, وأطفأ الواقع نيران شوقهما ! حتى الإشتياق باتت ممنوع عليهما.
ما عادوا يتحدثون عن أحلامهم بجرأة, فكم ضحك القدر منها, حتى تعلموا أن يضحكوا هم أيضاً عليها, يضحكون بسخرية على أكثر ما يتمنون !
مضت هي في طريق المنطق والعقل, بعد أن فشلت في طريق الحب, ومضى هو باحثاً عن أحلام جديدة, منتظرٌ أن يخيبها له القدر من جديد.