في يوم المعلم .. مع المعلم
وكالة الناس – هند السليم
المعلم اليوم وفي يومه المميز يواجه أصعب الأوقات، ويتحمل ما لا يطيقه أحد، وبذات الوقت هو مدرك أن مسؤوليته كبيرة جداً، هو من يدخل لعقول الطلاب وقلوبهم، هو من يعيد المجد السابق لنفسه ولكافة المعلمين وكسب احترامهم، وذلك بالمعاملة الحسنة التي تنشئ جيل متكافئ، فالمعلم وحده من يواجه سلبيات المجتمع ووحده المطالب بالإصلاح وتربية أبنائه التربية السليمة، بعد حصاد تراكمات المجتمع وسلبياته.
يرى المجتمع المعلم أنه هو عاشق للمال، هذه الصورة الرمزية يمكن ملامستها من خلال الحكايات الشعبية المتداولة بالأوضاع الراهنة في بلدنا الحبيب، ويعتبر المعلم مادة دسمة للسخرية، فلا نستغرب من ألفاظ نابية بحقه، فهذا هو مجتمعنا الذي لايرحم أبداً؛ بالمقابل، تقع مسؤولية كبيرة على المعلم بالتربية والتنشئة والتأهيل، فعند كل حالة فشل لطالب وإن كان يعاني من تأخر ذهني فاللوم الوحيد يقع على المعلم.
لذا نرى المعلم يشيخ قبل من هم بسنه، فالضغط النفسي لا يهدف للبناء بقدر ما يهدف للهدم، لأنه على قناعة تامة بأن الإنسان إذا أعتمد على نفسه يسد حاجته، وإذا نظر إلى من عمل واجتهد ونفع نفسه وأهله فإنه يصبح قدوة لأبنائه، فيحذون حذوه لأن المعلم للشعب كله هو القائد.
في يومنا هذا يرى الأغلبية أن هيبة المعلم تم انتزاعها سواء بطريقة مقصودة أو غير ذلك، وأن التنظيمات التعليمية المتتالية ساهمت في بهتان صورته أمام طلابه ورفع ودعم الطلاب بطريقة غير مقبولة، مما أساء لمهنة التعليم وأضعف مخرجاتها.
هناك أسبابا أدت لذلك بعضها تسبب فيها المعلم من خلال عدم التطوير الذاتي وفهم متطلبات المرحلة والسعي وراء صورة تُحترم لعدم وجود بعض الأنظمة التي لم تدعمه، وكذلك عدم حصوله على حقه المتأخر، فيما يتحمل الأسرة والمجتمع دوراً كبيراً من تعزيز غياب هيبة المعلم بشكل أو بآخر.
ولو أردنا حل هذه الظاهرة السيئة واستعادة هيبة المعلم يجب التوجه لتمكين بعمليات التطوير والتأهيل المستمر للمعلمين و منحهم حقوقهم المتأخرة وفق تدرج دقيق، ثم التأكيد على التأهيل التوعوي للأسرة والمجتمع لما لهما من دور حقيقي في هذه الظاهرة.
من هنا نستذكر أن المعلم هو عالم العلم والمعرفة، هو النور وعدو الجهل، لذا وجب أحترامه لأنه يحمل أسمى رسالة وهي رسالة التعليم، وبهذا اليوم نحيي كل المعلمين والمعلمات بُناة المستقبل بيوم المعلم ونتمنى لهم التوفيق والسداد لوطننا العزيز برفعته وعزته لنتفاخر به بين الأمم.
وكل عام وكل معلم ومعلمة بألف خير.