أنتِ امرأة … مثيرة للجدل
وكالة الناس – علياء داود
الحديث عن الربيع النسوي ليس بالأمر السهل، خاصه أنه محظور في بعض البلاد العربية.
أن تتغزل في ربيعها وعسلها وشغفها أشبه بمن يثير شعباً ضد مجهول، إنها جريمة بحق الجسد إن فعلت ذلك، خاصة إذا تمرّدت عليك حواسها الخمس، إلا أنه في بعض البلدان يُسمح لك أن تنزع عنها الرداء لتُظْهر الحضارات المجردة كما هي دون خوف مما يستره الرّداء.
بل على العكس كلما تعمقت في الإكتشاف كلما جرَّدْتَ عنها الربيع لتصل الى لوحةٍ جرداء تملؤها مياة جوفية ملوثة حسب ظنون المجتمع المريض، لذلك أنا لن أكتب عن هذه اللوحة أبدا لأن هذه الصورة تُؤذي العيون وتُبكيها وتصبح مثيرة للشفقة اكثر، سأكتب عنكِ أنتِ سيدتي، لأن حضورك يعجبني، وكلامك يُبهرني، وإتزانك يُخيفني، وصوتك يأخذني الى لحظات السُكْرِ، ونظرة عينيكِ الحادة تجعل العالم خالٍ من الرجال.
إذا حضرتي أبهرتي الناظرين، وإذا تكلمتي أسكتي الجالسين وأجلستي الواقفين، وفي كلامك حكمة لا يعلمها إلا من يخاف الله فيكي، وفي غيابك ملائكة ترد عنكي غيبة المَقْتل، وخسارتك لبعض الأشخاص مكسباً لراحة بالك، هنالك لحظة تُشعلين فيها لهيب القلوب كلما ذُكرتي عندهم.
لا تعتبر الإثارة في وقتنا الحالي شيئا صعب المنال، بل هي أقرب ما يكون جزءا من الممارسات اليومية ومتأصلاً فينا، وينبع مفهومها من الإستفزاز الحسِّي، وأحيانا قد يكون مداعبةً للمشاعر وخلق حالة من الهلع في منطقة اللااّوعي، لتخبرك بأن شيئا خارج عن المألوف قد حل ضيفاً على منطقتك المقدسة، إقتحمها دونما سابق إنذار ليشعل في ذاتك الرغبة في الإكتشاف والإقتراب أكثر وأكثر.
يقال أن الشخص الناقل للكلام هو مثير للفتن، يثيرها ويشعلها ليصل لهيبها الى القاصي والداني، للأمير والغفير، وتأثيرها أيضا مثيرا للجدل، لكن أعتقد أن ما يثير أكثر هو انتقالكِ عبر الزمن، بين الحين والحين، تختفين لتظهري من جديد ظهوراً يغطي معالم الجميع، تظهرين ليختفي الجميع لبضع سنوات بل لقرون وقد يكون ذهاباً بلا رجعة.
تعجبني تلك المرأة المثيرة، لأنها تعلم أنها هي صاحبة اليد العليا، قاسية ولينه في نفس الوقت، تملك من القدرة على قتل الملل في روحك، حتى أنها قد تزرع الملل في داخلك حتى بوجود أحلى النساء، لان روحك معها ولها، سيدة كهذه من السهل أن تحكم البلاد، وأن تُعلن الحرب في ثوانٍ، وأن تستسلم أمامك، فترفع أنت الراية البيضاء أمام قرارات مصيرية ولصالحها.
هي الأم والزوجة والأخت والبنت والحبيبة، هي نصف المجتمع بل نصفه الآخر، هي أنتَ إذا أردت ذلك، هي الملكة، هي الحاكمه هي الشعب والمصير، هي الوطن والضمير، إن أحسنت إليها واحتويت ثورتها تأكد أنك في سلام دائم، وهذا ما تتمناه هي لك.