أزمة وطن .. حق مواطن
وكالة الناس – هند السليم
مازال وطننا العزيز يعاني العديد من الأزمات والكوارث..
لو أردنا تعريف علم إدارة الأزمات أولاً .. لعرفناه على أنه: المحافظة على أصول وممتلكات الدولة، وقدرتها على تحقيق الإيرادات، كذلك المحافظة على مواطنيها ضد المخاطر المختلفة، والعمل على تجنب المخاطر المحتملة أو تخفيف أثرها، فى حال عدم التمكن من تجنبها بالكامل.
وهنا نقف عند تساؤل مهم وهو: هل نجيد إدارة الأزمة؟ وقبل ذلك، هل لدينا ثقافة إدارة الأزمة؟ وللأسف الإجابة “لا”، وهذه نتيجة منطقية لمقدمات واقعية، فعندما نتسائل عن الفشل وأسبابه في الإدارة!! نقول: غياب التخطيط السليم، وافتقار المسؤولين لثقافة إدارة الأزمة، وأيضاً لا ننسى الافتقار لقواعد بيانات حديثة عن تاريخ الأزمات والكوارث، والإمكانيات المتاحة لإدارة الأزمات.
ومما لا شك فيه أن غياب هذه المعلومات يضاعف من مشكلات التخطيط الفعال لإدارة الأزمات والكوارث، لذلك قلما نجد خططاً استراتيجية قادرة على التنبؤ والمبادرة بإدارة الأزمات؛ يمكن القول إن الأزمات والكوارث التي تضرب مجتمعنا تكرر نفسها، كما أن الإدارة برد الفعل في مواجهتها تكرر أيضاً نفسها، وبالتالي تقع خسائر مادية وبشرية كبيرة.
نحن نعاني من غياب ثقافة الشعور بالخطر وضرورة إدارة الأزمة بين الأفراد والمؤسسات في حكومتنا؛ حيث ترفض هذه الثقافة أي حديث عن الأخطار والتهديدات المختلفة واحتمالات وقوع أزمات وكوارث، ولا يوجد مجتمع يخلو منها.
ينبغي ألا تخضع الأزمات للعشوائية، وسياسة الفعل ورد الفعل، بل لا بد لصناع القرار وقيادتنا أن يضعوا التعامل مع الأزمات للعمليات المركزية من خلال قيادة مشتركة، وذلك لمنع وقوع الأزمات، والحد من آثارها السلبية.
إن الأسباب السابقة تؤكد أن الإدارة العلمية للأزمات في مختلف مجالات الحياة تكاد تكون فريضة غائبة، ما يعني أننا بحاجة إلى مراجعة جادة مع النفس لإعادة تقويم أداء المؤسسات الحكومية مع الأزمات التي تضرب علاقاتها والتي تقع داخل حدودها، خصوصاً أن إدارة الأزمات تحدد مدى تقدم المجتمع وفاعلية أجهزة الدولة والمجتمع المدني.
مسؤوليننا لا يجيدون هذه الثقافة، لأنهم يفضلون العمل منفردين ظناً منهم أنهم الأقدر دائماً وليسوا بحاجة لأطراف أخرى يمكن أن تدعي أنها السبب فى حل الأزمة، لو حلت، ويأخذون هم التقدير.
ما يتطلبه الوضع الآن من حكومتنا ومسؤوليها بناء هياكل حديثة لإدارة الأزمات، وبناء شبكات تعاون وتبادل خبرات وقدرات، ورسم استراتيجيات شاملة.
أزمة وطننا الآن (حق المعلم) بحاجة إلى قيادة استراتيجية .. قيادة حقيقية وحسب.
اللهم آمنا في وطننا وأصلح ولاة أمورنا وأيدهم بالحق
#مع_حق_المعلم