ابليس بيعرف ربه
عمي أبـــو عنـــاد.. شو معنى كالمستجير من الرمضاء بالنار…
يا أبـــو فهمي حتى اسهلها عليك و ما ارجعلك لكليب بن مره و جساس .. اسمع هالقصه …
قريه مشاغبة و ما في شاويش اجاها الا شيبته — يعني جننته و طلعت الشيب براسه…
المختار زهق من كثر ما غير و ما في حدا نفع…
كبير الديوان كان هوه اللي دايما ألقريـــه تشتكيلوه من المختار —–لانوه قريب منه— يعني كان هوه صوتهم هناك—
كبير الديوان قال للمختار وديني انا عليهم …
انا بعرف كيف اداويهم و اخليهم يدفعو الضريبه و المكوس اللي عليهم….
بعد طول تردد و خوف عليه من الفشل — وافق….
مشى كبير الديوان ومعوه حاشيته و جيشه و قبل ما يصل ألقريـــه عسكر براها و ما دخلها….
أهـــل ألقريـــه بيستنوا فيه…بعدين اجاهم رسول من عنده—
دخل على جامع ألقريـــه و قل للامام كبير الديوان بدو يحكي معكم—و لازم تشكلو وفد يجي يقابلوه….
راح ألأمام و الوفد و قلهم انا معسكر هون — بره ألقريـــه ميشان راحتكو—
بس ميشان اكل الجنود بدي من كل واحد منكم كل يوم طاسه صغيره – زبديه – يعبيها رز او قمح او عدس….
أمام ألقريـــه – استغرب هالطلب التافه و قالوه بس زبديه صغيره – متاكد هاي سهله….
بدأ كبير الديوان و جنوده يستلمو المقادير الصغيره و يجمعوها داخل المخازن — استمر الحال الى ان اصبح عند كبير الديوان تلا كبيرا من الرز و مثله من القمح و اقل بقليل من العدس….
قرب الشتاء — طلب كبير الديوان من ألقريـــه ان يحضرو للمخازن ليستعيدوا الحبوب اللي جأبـــوها حيث ان فصل الشتاء عالأبـــواب و خايف تتلف الحبوب….
بس اشترط انه كل واحد يوخذ قد ما جاب…
طبعا ألأمام و أهـــل ألقريـــه ما صدقو و اللي جايبله عشر طاسات صغيره جاب شوالات يعبي و يغرف….
و قف كبير الديوان و جنوده حواليه …. و قلهم:…
ما شاء الله على العدل اللي بتطالبو فيه ..
ما شاء الله على الحق و المساوه اللي بتبربرو فيها—–
هسه انا داخل ألقريـــه و كل واحد فيكو بدي ادفعو كل اللي عليه و بدون تقسيط…..
ها يا أبـــو فهمي – دير بالك تقلي ما فهمت…
لا عمي أبـــو عنـــاد و الله فهمت—
و الله نفس الشي أبـــو لطفي بيتدحلب علينا و عمل نفس الشي لما مزطنا كل اللي عندنا…
ابليس بيعرف ربه لكن بتخابث عليه…..