0020
moasem
002
003
004
005
006
007
008
previous arrow
next arrow

اسرائيل لاتسنجيب إلا بالقوه

    
بتاريخ 8/12/1987 انطلقت انتفاضة الحجارة من غزه لتشتعل في كل الأراضي الفلسطينية المحتله ونتيجة لما تكبده الأحتلال من خسائر سياسية وعسكرية وبشرية واقصادية ، حققت الأنتفاضة نتائج غير مسبوقه ولأول مره منذ نكسة 5/6/1967 باعتراف الكيان الصهيوني وكذلك امريكا العاهره بأن أهالي الضفة الغربية وقطاع غزه هم جزء من الشعب الفلسطيني بعد كانت تصران على ان اهل الضفة الغربية جزء من الشعب الأردني ، ولم يجد الكيان الصهيوني طريقاً لأخماد الأنتفاضة إلا بعقد مؤتمر مدريد للسلام بتاريخ 30/9/1991 وبالمفاوضات مع الفلسطينيين ، إلا انه وبالدهاء اليهودي الصهيوني تم الألتفاف على المفاوضات والتي كان يرأسها في الجانب الفلسطيني الدكتور حيدر عبد الشافي بالتوقيع في 13/9/1993 على اتفاق أوسلو الزائف للسلام مع القيادة الفلسطينية والتي رسمت خطوطه في الرباط وأوسلو والتي وضعت فيه كل مفاتيح القضية الفلسطينية وحلها وسبل الحياة للفلسطينيين بيد الكيان الصهيوني ، وحتى هذه اللحظة لم يسنطيع أي سياسي أو مراقب ان يعرف ماهي الأسباب الحقيقية التي جعلت القيادة الفلسطينية أنذاك ان توقع على هذا الأتفاق المهين للشعب الفلسطيني والمجحف بحقهم لتولد من رحمه السلطة الوطنية الفلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزه ، ونظرأ لشعور الشعب الفلسطيني بأن أوسلو لم يلب مطالبهم استمرت عمليات المقاومة رغم الأتفاق الأمني الذي تضمنه الأتفاق ، وقد اعتقد أرئيل شارون انه أصبح الحاكم المنفرد لكل ماهو على الأرض الفلسطينيه مما جعله يقوم بزيارة الحرم القدسي الشريف وتدنيسه في 28/9/2000 لتشتعل انتفاضة الأقصى وتشمل كل الأرض الفلسطينيه وزاد عنفوانها رغم المحاولة لأجهاضها في مؤتمر شرم الشيخ 16/10/2000 ومع الضربات الموجعه التي وجهتها المقاومة للأحتلال شنت قوات الأحتلال هجومها الكاسح على قطاع غزه براً وبحراً وجواً في 3/12/2001 ، وتبادل الكيان الصهيوني عمليات الأنتقام والرد والردع مع المقاومه وأدرك شارون بأنه لن يستطيع ترويض القطاع الثائر والمقاوم كما يريد فأعلن انسحاب حكوته وقواته منه بتاريخ 15/8/2005 وهو المعروف بالأشد عداوة للفلسطينيين والعرب وللمسلمين عامه ، ولم يكن انسحابه إلا هروباً من غزه والمقاومه التي أوقعت بجيشه الكثير من الخسائر مع علمه المؤكد بأن رئاسة السلطة الفلسطينية الجديده ستكون أكثر طاعة بعد ان تم اغتيال رئيسها السابق ياسر عرفات والذي تم اغتياله بالسم لرفضه الأنصياع والتنازل عن القدس وحق العوده ، ولتثبيت الرئاسة الجديدة للسلطه تم إجراء الأنتخابات التشريعية في الضفة وغزه 25/1/2006 ولكن الرياح كانت معاكسة للمأمول وما مخطط له وفازت حركة حماس بأغلبية ساحقه وعقد المجلس التشريعي المنتخب جلسته الأولى 6/3/2006 مع انسحاب اعضاء حركة فتح من الجلسه ، ثم شكلت حركة حماس أول حكومة فلسطينية منتخبه ديمقراطياً من الشعب الفلسطيني وباشراف دولي وأمريكي ، لتعلن حركة فتح ممثلة في رئاسة السلطه بعدم اعترافها بالحكومة الجديده ، لتزرع بذور الفتنة بين أكبر حركتين للمقاومه فتح بما تمثل من تاريخ مشرف وطويل في الكفاح المسلح وحماس بما تمثل من نموذج نجح في مقاومة الأحتلال ليحدث مالم يكن متوقعاً من اشتباك مسلح واقتتال بينهما تنسحب على اثره السلطة بقيادتها الفتحاويه الى رام الله وتترك غزه لحكومة حماس ، ولو دققنا جيداً لوجدنا ان بنود أوسلو والكيان الصهيوني هم من كان خلف هذه الفتنة التي قسمت الشعب الفلسطيني بعد توحده الى قسمين ليتاح لها مرة أخرى شن هجوماً كاسحاً على القطاع في 28/6/2006 دمرت فيه الجسور ومحطات الكهرباء والماء والمطار واعتقلت في نفس الشهر 64 مسؤولاً من حركة حماس في الضفة الغربية منهم 4 وزراء و29 نائب في المجلس التشريعي ، وصمد القطاع كعادته ، فلم يجد الكيان المحتل أمامه حلاً إلا فرض الحصار على القطاع لم يشهد العالم مثله عبر التاريخ بحجة الأرهاب وهذا مايطلقه عل المقاومة المشروعة في كل المواثيق السماوية والدوليه ، والمهين هنا ان كل أمتنا العربية شاركت في الحصار وكأن أهل غزه أناس هبطوا من عالم آخر واحتلوا هذه البقعة من الأراضي العربيه ويجب القضاء عليهم ، ولم ينجح الحصار أيضاً إذ وقف مع القطاع المحاصر الكثير من أحرار العالم ، وجن جنون الصهاينة فلم تنجح كل السبل لأخضاع غزه وخاصة انه اصبح هناك جندياً صهيونياً أسيراً لدى حركة حماس فشلت كل الجهود لأطلاق سراحه ، فعاد الكيان الصهيوتي لأستعمال القوه وشن حربه التاريخية 27/12/2008 لأبادة أهل القطاع المحاصر استعمل فيها كل ما يستطيع من قوات ومعدات وآليات واسلحة دمار شامل فاق مجموع ما استعمله في حروبه كلها مع العرب ، وأيضاً صمدت المقاومة وصمد القطاع وفشل العدوان وانهزمت ترسانة الأسلحة الصهيونية ونتيجة لهذا الصمود البطولي رفعت شعوب العالم كلها علم فلسطين عالياً وهتفت لفلسطين بالحريه .
واستمر الوضع على ماهو عليه من احتلال وحصار على قطاع غزه ومفاوضات ننتظر نتائجها خلال اشهر قليله برعاية مهندسها الجديد كيري افندي الذي وضع مطالب الكيان الصهيوني ضمن أولويات مبادرته ، ومع انشغال العرب بحروبهم مع بعضهم وخلافاتهم وتحالفاتهم المخزيه لتصفية نعضهم وتدمير قواتهم وبلادهم وتشريد اهلها فيما يسمى بالربيع العربي وهو ان صح التعبير خريفاً عربياُ مؤلماً ، يتلاعب الكيان الصهيوني المحتل بالقدس الشريف والمقدسات ويرسم خريطة جديدة لتهويدها وكأن زعماء ورؤساء الأمة العربية وضعوا نظارات سوداء على عيونهم حتى لا يروا مايحدث وتمسكوا بمقولة عبد المطلب للبيت رب يحميه شعاراً لهم .
ادرك الصهاينة هذا الوضع وايقنوا ان زعماء الأمة العربية وقادتها في سبات عميق ليعلنوا عن تنفيذ مشروع برافر الصهيوني العنصري والذ يقضي بالأستيلاء على 80،000 دونم من ارض النقب الفلسطينيه وهدم 35 قرية عربية مقامه عليها وترحيل 40،000 فلسطيني عن اراضيهم ، إلا ان اهل النقب هبوا هبتهم في 30/11 الماضي ووقفوا وصمدوا مع اخوانهم الفلسطينيين في الجليل والساحل وكانوا يداً واحده في وجه الآليات والجرافات المعززة بالجيش والشرطه مما اجبر الصهاينة على الأنسحاب بمعداتهم وقوتهم ، وكان لهذه الهبة المباركة والتلاحم والتماسك بين الأخوة النتيجة الحتميه إذ أعلن الصهاينة التخلي عن مشروع برافر الذي حلموا بتنفيذه .
إذا كان هذا هو حال الكيان الصهيوني الذي لايستجيب إلا لمنطق القوة والتماسك قولاً وفعلاً ، فلماذا لاينفض بعض زعماء أمتنا عن كاهلهم الخنوع والخضوع والأنصياع لكل ماهو ضد امتهم ووحدتهم وذلك من اجل كرامتهم وعزتهم ، ولماذا لاتتخلى السلطة الفلسطينية عن التمسك بمبدأ المفاوضات والتي لن تكون نتائجها إلا المزيد من التنازلات والتفريط بحقوق شعبها ، وتكشف عن أنيابها اذا كانت مازالت تحتفظ بها وتطلق العنان للمقاومة من جديد فالمحتل دائماً لايستجيب إلا بالقوه .
Email:shareefshareef433@yahoo.com