الانفعال لا يصنع وطنية
من المفيد أحياناً أن يحدث تمريناً أو “اكسرسايز” على مستوى الوطني لتعرف الى أين وصل تحصيل الشباب من مفهوم الوطنية او الانتماء وماذا يعني لهم الوطن وكيف سيقفون إلى جانبه في تحديّاته لينتصروا له لا عليه ..
مشاركة الأردن بتصفيات كأس العالم كانت مفيدة لنا على الصعيد الوطني أكثر من الصعيد الرياضي نفسه، لأنه حتى لو تأهلنا للبرازيل فسنكون من عابري السبيل لا أكثر ، فلن نتأهل “للدكّ” الثاني بكل تأكيد..لكن على الصعيد الوطني هنا فقد تأهلنا للدور النهائي من أدوار التفكير الانفعالي لدى الشباب..
“طرَشَني” احدهم شتيمة قوية للغاية عندما كتبت على الفيسبوك أتوقع خسارتنا أمام الاوراغوي 1- صفر..واصفاً تعليقاتي بثقيلة الدم ، وبشخصيتي “السمجة” ،وكرهي للأردن وشماتتي بالوطن..دخلت بحوار خاص معه على الفيسبوك..فقط لأثبت له أن الانفعال لا يصنع وطنية ، وأن “الخاوة” بالفوز ليست لغة الأقوياء ، بل لغة “الزعران”..والوطن بحاجة الى أقوياء ولا يحتاج إلى زعران..كما قلت له ان “ألشعب الأردني” رائع وطيب..لكن لا نستطيع ان نقول انه أفضل وأنبل وأشرف وأنقى شعب في العالم لأن هذه تعتبر نرجسية وغرور ..ثم كيف لنا ان نمنح أنفسنا هذا الوسام ونتقلّده بنفس الوقت، فكل الشعوب نبيلة ونقية ورائعة..وطبيعة الأوطان تحب التواضع وتكره النرجسية والغرور ..ثم اذا قلنا لصاحب القرار لقد أخطأت هنا أو قرارك هذا غير سليم..لا يعني ان نصيحة ولي الأمر كرهاً له..أو كفراً فيه..او “انقلاباً” على عرشه…لأن الوطن يحب الصراحة والنصح والذكاء ، ويكره النفاق والتدليس والغباء..
بالمقابل… ليس الشماغ الأحمر، ولا الأسود، ولا صورة الملك، ولا أغاني عمر العبد اللات ، ولا الخروج من شبابيك الكيا سيفيا ..يعتبر وطنية بمفهوم الوطنية الحقيقية..الوطنية ألا تكسر نافذة جامعتك،ولا تطفئ سيجارتك في “كولر” الماء، وألا ترمي كوب القهوة الفارغ في الشارع، وألا تتسرب من الحصة السادسة، والاّ تبول على جدار مركز الأمومة والطفولة…ثم ان هناك شيئاً يسمّى “دستور” وهو أعلى نصّ في الدولة…الدستور هو الذي يحفظ حقك وحقي ويبين واجبك وواجبي ، ويفصّل عمل السلطات وينظم علاقتها..
– سألني : كيف شكله؟؟
– أصغر من القاموس قليلاً، أسمك من دفتر الرسم كثيراً…ليتك تطلع عليه..
غاب الفتى عن الردّ لدقائق..ثم ظهر في خانة التعليق من جديد bassam typing…..
وأخيراً كتب لي :
تفووووووووو
احمد حسن الزعبي
ahmedalzoubi@hotmail.com