العدوان الثلاثي على مصر
شعرت بريطانيا بالأهانة بعد ان وجه لها الزعيم الراحل حمال عبد الناصر وذلك بجلاء قواتها عن الأراضي المصرية بتاريخ 18 حزيران 1956 حسب الأتفاق الموقع بتاريخ 15 اكتوبر 1954 ليضيف اليها ضربته المؤلمة بتأميم قناة السويس بتاريخ 26 يوليو من نفس العام ، وكان ذلك رداً ثورياً على عدم موافقة البنك الدولي تمويل بناء السد العالي بالأضافة الى عقد مصر اتفاقية مع الأتحاد السوفيتي لتزويدها بالسلاح بهدف تقوية الجيش المصري لردع اسرائيل نتيجة استفزاتها بعد ان رفضت دول أوروبا وخاصة بريطانيا وفرنسا تزويدها بالسلاح ، وجدت بريطانيا في فرنسا من يشاركها الرغبة بالأنتقام من عبد الناصر لدور مصر في دعم الثورة الجزائرية اللامحدود مما يؤثر على مصالحا في أفريقيا ، وكان لابد من وجود ذريعة لتنفيذ الهجوم على مصر فوجدوا الضالة في اسرائيل وهي ربيبة بريطانيا في ذلك الوقت والمزودة بالأسلحة الفرنسية بالأضافة الى رغبتها والتي لاتخفيها في توسيع نفوذها ليشمل من النيل الى الفرات ، تلاقت المصالح الأستعمارية مع المطامع الصهيونية وتم توقيع معاهدة سيفر في احدى ضواحي باريس العاصمة الفرنسية من انتوني ايدن ـ بريطانيا ، جي موليه ـ فرنسا ، بن جوريون ـ الكيان الأسرائيلي ، وقام كل طرف من الأطراف الثلاثة بتنفيذ ما أوكل له بالأتفاقيه وبدأ العدوان مع فجر 29 اكتوبر 1956 واجتاز الجيش الأسرائيلي قطاع غزه والذي كان من المقرر سحقه نهائياً كما اجتازت سيناء لتصل الى قناة السويس عندها جاء الدور الأبجلوفرنسي بتوجيه انذار الى المتحاربين بوقف القتال والأنسحاب الى مسافة 10كم عن ضفتي قناة السويس أي بمعنى ان تفقد مصر سيطرتها على قناة السويس ومحاصرة قواتها بين القوات الصهيونية والقوات الأنجلوفرنسية المشتركه من جهة ومن جهة أخرى محاصرة الجيش المصري المتواجد في سيناء ، إلا ان القيادة المصرية ادركت الأمر فأعادت انتشار قواتها واصدرت اوامرها للجيش بالأنسحاب من سيناء الى القناة لحمايتها بحيث تصبح القوات المصرية هي المحاصره للقوات الغازيه ، ثم قامت الطائرات والبوارج الحربية البريطانية والفرنسية بصب صوريخ غضبها على المدن المصرية والموانئ وكان العدوان الأكثر عنفاً على مدينة بورسعيد ومينائها وكذلك تمت عمليات انزال عسكرية على المدينة التي صمدت بتلاحم الشعب والجيش الشعبي والقوات المسلحة في وجه الغزاه ،و كان على الطرف الآخر أمريكا التي كانت تخطط لتحل محل بريطانيا وخاصة في العالم العربي وحتى تظهر بمظهر الصديق للعرب استنكرت العدوان وطالبت وقف القتال ، أما الأتحاد السوفيتي وهو الذي يمثل القوة العظمى في ذلك الوقت والذي اصبح يطمح بأن يضع قدمه في المنطقة العربية بعد ان اصبح الصديق لنطام الحكم في مصر والمزود لجيشها بالأسلحة فلم يكتفي بالأستنكار بل اصدر انذاره الشهير والذي كان بمثابة الأمر للقوات البريطانية والفرنسية بالأنسحاب الفوري عن الأراضي المصرية وهدد بضرب لندن وباريس بالصواريخ النوويه ، ومع هذه التطورات السريعة في المعركه تم اتخاذ القرار في الأمم المتحده بانسحاب القوات الغازيه ووضع قوات طوارئ دولية في سيناء وقطاع غزه ، وتم فعلاً انسحاب القوات البريطانية والفرنسية بتاريخ 23 ديسمبر من نفس العام دون ان تحقق أي هدف من اهدافها التي شنت عدوانها من اجل تحقيقها ومنها استدراج القوات المصرية الى داخل سيناء والقضاء عليها لتصبح مصر بدون جيش فيسهل اما اعادة استعمارها أو تغيير نظام الحكم فيها والتخلص من عبد الناصر أو اجباره على الصلح مع الكيان الأسرائيلي ، إلا ان نتائج العدوان جاءت معاكسه فقد ظهر عبد الناصر كمنتصر سياسياً وقيادياً وربح الأتحاد السوفيتي بأن رسخ وجوده في مصر وهذا اتاح له لأن يمد نفوذه فيما بعد الى عدد من الدول العربيه ، أما قطاع غزه وما حدث له اثناء هذا العدوان فهذه رواية أخرى .
Email;shareefshareef433@yahoo.com