اغتيال ابو عمار من الجاني
اغتيال ابو عمار
من الجاني
هو من اشهر الشخصيات الفلسطينية في النصف الثاني من القرن الماضي وحتى الآن وهو الوحيد الذي اسنطاع ان ينتزع شيئا من الصهاينة رغم كل التحغظات على اتفاق اوسلو والاتفاقات اللاحقة له حتى الآن.وبالرغم من تناقض التحليلات السياسية للدوافع والمسبّبات والنتائج التي وصلت اليها القضيّة الفلسطينية والفلسطينيّون وآثار ذلك فيجب الاعتراف باهميّة تلك الشخصيّة الفلسطينيّة ذات الكاريزما المثيرة للجدل والتي اغتالتها اسرائيل كخطوة من خطوات ابتلاع كل فلسطين العربية للابد ولم يحرّك العرب قادة وشعوبا جهودا مؤثرة بالرغم من مرور تسعة اعوام على اغتياله ولم يزل الجاني مجهولا .
ولد في القاهرة [ واسمه محمد ياسر عبد الرحمن عبد الرؤوف القدوة الحسيني، وكان الولد السادس لأسرة فلسطينية تتكون من سبعة أفراد، وكان والده يعمل في تجارة الأقمشة، ونسبه من جهة أمه يتفرع من عائلة الحسيني التي تعتبر من الأسر المقدسية الشهيرة التي برز بعض أفرادها في التاريخ الوطني الفلسطيني قضى عرفات مراحل طفولته وسني شبابه الأولى في القاهرة. توفيت والدته زهوة عندما كان في الرابعة من عمره بسبب مرض الفشل الكلوي، أرسل بعدها مع أخيه فتحي إلى القدس حيث استقرا عند أقارب لهم في حارة المغاربة، ولكن سرعان ما تم إرساله إلى أقارب أبيه عائلة القدوة في غزة حيث مكث هناك حتى سن السادسة من عمره عندما تزوج والده بامرأة ثانية، حيث عاد إلى القاهرةوتولت أخته أنعام تربيته فيها. وأنهى تعليمه الأساسي والمتوسط في القاهرة حيث اكتسب في تلك الفترة لهجته المصرية التي لم تفارقه طوال حياته. في سني صباة وشبابه تردد على بعض المنفيين الفلسطينيين .
درس في جامعة الملك فؤاد (جامعة القاهرة) الهندسة المدنية، ولكنه ترك الدراسة وتطوع في إحدى فرق الإخوان المسلمون التي حاربت في غزة. وعاد محبطاً إلى مصر حيث واصل دراسته فانتخب في عام 1952 لرئاسة اتحاد الطلاب الفلسطينيين في القاهرة. وفي حرب 1956 تجند لفترة قصيرة في الوحدة الفلسطينية العاملة ضمن القوات المسلحة المصرية برتبة رقيب، وبعد تسريحه هاجر إلى الكويت حيث عمل هناك كمهندس، وفي الكويت أتى له ولبعض المغتربين الفلسطينيين بعد دراسة الحال التي وصلت إليها القضية الفلسطينية إلى تأسيس حركة تحرر وطني فلسطيني جديدة، وحيث قام في عام 1959 مع خليل الوزير وصلاح خلف وخالد الحسن وفاروق القدومي بتأسيس حركة فتح وفي البداية اعتمدت الحركة في تمويلها على مقتطعات من رواتب المغتربين الفلسطينيين وفي عام 1964 أنشئت منظمة التحرير الفلسطينية برئاسة أحمد الشقيري، وفي تلك الفترة كانت منظمة التحرير الفلسطينية واقعة تحت سيطرة وتجاذبات بعض الدول العربية وفي 1 كانون ثاني 1965 بدأت العمليات المسلحة لحركة فتح، حيث تمت محاولة تفجير نفق عيلبون. وبعد ذلك سرعان ما اندلعت حرب 1967 التي كان لنتائجها تأثير كبير على الثورة الفلسطينية بعد الهزيمة المرة التي أدت في المحصلة إلى احتلال إسرائيل لرقعة واسعة من الأراضي العربية ومن ضمنها الضفة الغربية وقطاع غزة مما قضى على بقية الأمل لدى الفلسطينيين من إمكانية تحرير فلسطين وإعادة المهجرين بواسطة القوة العسكرية للجيوش العربية
بعد الصعوبة التي واجهتها حركة فتح في المقاومة من الأراضي المحتلة، بدأت الحركة بتأسيس قواعدها على خطوط التماس المواجهه للضفة الغربية بموافقة الأردن، فأقام معسكرات تدريب ومقر قيادة في قرية الكرامة في منطقة غور الأردن. في عام 1968 حاول الجيش الإسرائيلي العبور واجتياز الأراضي الأردنية وتحطيم مراكز المقاومة التي كانت آخذة في التشكل، وعندما علم قبيل ذلك بنية الجيش الإسرائيلي توجيه ضربة لقواته رفض الانسحاب وأمر قواته بالبقاء على الرغم من انسحاب بعض التنظيمات الفلسطينية، وشاركت قواته الى جانب الجيش العربي الاردني ومدفعيته بالتصدّي للقوات الإسرائيلية ودخلت معها في معركة شرسة عرفت باسم معركة الكرامة انتهت بإجبار القوات الإسرائيلية على الانسحاب تاركة ورائها العتاد والقتلى وكانت معركة مشرّفة للجيش الاردني ورجال المقاومة المشاركة معه.
في 3 شباط 1969 انتخب رئيساً للجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية وأصبح بذلك القائد الأعلى لمنظمة التحرير الفلسطينية،التي كانت تضم عدة تنظيمات فلسطينية، واستمر بتولي هذا المنصب حتى وفاته. وبعد توليه المنصب أرسى عرفات تطبيق سياسة المقاومة المسلحة لتحرير فلسطين.
وبدأت المنظمات في الانتقال إلى لبنان بموجب اتفاقية مسبقة مع الحكومة اللبنانية وتم تأسيس مقر قيادة في بيروت الغربية وقواعد مقاومة في الجنوب اللبناني في المنطقة التي عرفت باسم فتح لاند وبدأ رجال المنظمة بالفعل بشن عمليات مسلحة ضد إسرائيل، لكن سرعان ما اندلعت حرب أهلية لبنانية طاحنة، وجدت المنظمة نفسها متورطة فيها كطرف من حين لآخر لا سيما أن قوى وطنية من الموارنة عارضت التواجد الفلسطيني، لكن اللافت أكثر في الحقبة اللبنانية هي حدوث تحول في مواقفه والمنظمة من دمج العمل المقاوم مع النشاط السياسي، ففي عام 1974 تم قبول خطة المراحل والتي ظاهرياً لم تتخلى عن الهدف المعلن وهو القضاء على دولة إسرائيل بل أعلنت أن المنظمة مستعدة لاقامة دولة فلسطينية على أية أراضي فلسطينية يتم تحريرها. وبهذه الروحية توجه بخطاب شهير أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في جنيف عام 1974 أشهره عبارته الرمزية الموجهة لإسرائيل عندما قال أن المسدس في يدي وغصن الزيتون في اليد الأخرى، فلا تسقطوا غصن الزيتون من يدي .
وعندما أبرمت مصر بقيادة السادات اتفاقية كامب ديفيد عارض هذه الاتفاقية والتي كانت تحتوي بنود تعطي الشعب الفلسطيني الحق في إقامة حكم ذاتي داخل الأراضي الفلسطينية.
في 6 حزيران 1982 بدأت القوات الإسرائيلية هجومهاوفي 9 تموز وصلت القوات الإسرائيلية إلى مشارف بيروت وقامت بتطويق بيروت الغربية بما في ذلك القيادة الفلسطينية برئيسها ياسر عرفات، لكنها لم تجرؤ على التقدم أكثر،وقد غادر عرفات بيروت بسفينة فرنسية مع كثير من جنوده، كما غادر على سفن أخرى آلاف المقاتلين الذين تم توزيعهم في شتى البلدان العربية. وقد اتجه عرفات إلى تونس التي كانت قد أعلنت موافتها على استضافة القيادة الفلسطينية،
بعد الخروج من لبنان ،ركز ياسر عرفات جهوده على العمل السياسي ،الذي يبرع فيه.فكانت ذروة هذا العمل السياسي إعلان الاستقلال الفلسطيني وذالك سنة 1988 من قبل المجلس الوطني الفلسطيني والقاء ياسر عرفات خطاب في 13 كانون اول أمام الجمعية العامة في جنيف والتي نقلت مقرها إلى جنيف بشكل مؤقت بسبب رفض الحكومة الأمريكية ،منحه تأشيرة دخول إلى الولايات المتحدة.كذلك أطلق ياسر عرفات مبادرته للسلام العادل والشامل في الشرق الأوسط، والتي كان قد أقرها المجلس الوطني الفلسطيني ،والتي تعتمد اقامة دولة فلسطينية في الاراض التي احتلت 1967 تعيش جنبا إلى جنب ،مع دولة إسرائيل، وبناء عليه فتحت الإدارة الأمريكية، برءاسة رونالد ريغان حوارا مع منظمة التحرير الفلسطينية.نظرت إسرائيل بكثير من التوجس والقلق ،إلى السياسة البراجماتية التي اتبعها عرفات ،والتي كانت في محصلتها، محو آثار العمليات التي قامت بها بعض التنظيمات الفلسطينية في أوائل السبعينات والتي لاقت في حينه استنكار عالمي ووصفت بالارهابية وحصول المنظمة على مقعد مراقب في الأمم المتحدة، واعتراف كثير من المحافل الدولية بمنظمة التحرير الفلسطينية ،ودولة فلسطين التي كانت قد اعلن عن قيامها من الجزائر . واستمرت إسرائيل في التعامل مع المنظمة كعدو وقامت قوات كوماندوز إسرائيلية باغتيال خليل الوزير مساعد عرفات والرجل الثاني في المنظمة قبيل هذا الإعلان بأشهر.كذلك رفضت حضور المنظمة كممثل للشعب الفلسطيني في مؤتمر مدريدفي نهاية 1991.لكن إسرائيل اضطرت في نهاية الامر، وبسبب الضغوطات الدولية إلى التعامل مع المنظمة، وعلى ذلك ،عندما تغير الحكم في إسرائيل ،انخرطت إسرائيل ومنظمة التحرير ،في مفاوضات سرية ،أسفرت عام 1993 عن الإعلان عن اتفاقيات أوسلو حيث قام ياسر عرفات ،بوصفه رئيس اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، بالاعتراف رسميا بإسرائيل ،في رسالة رسمية إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي اسحق رابين،في المقابل ،اعترفت إسرائيل، بمنظمة التحرير الفلسطينية كممثل شرعي ووحيد للشعب الفلسطيني.ولكن قبل ذلك، حدث لعرفات حادث، في نيسان من عام 1992 عندما تحطمت الطائرة التي كان يستقلها ،في الصحراء الليبية قتل خلال الحادث ثلاثة من مرافقي عرفات ،لكن عرفات نجا من الحادث ،فبشهادة من كانوا معه أشار عليه أحد الطيارين، بأن المكان الآمن في الطائرة هو مؤخر الطائرة ،فتوجه عرفات إلى مؤخر الطائرة ،وقام مرافقوه بالاحاطة به وضمه بالبطانيات والحشايا، وهكذا نجا عرفات ،لكنه اصيب بارتجاج في المخ ،أدى إلى اصابته برجفة خفيفة في شفتيه لم تفارقه حتى مماته.وفي عام 1991 تم اغتيال الرجل الثالث في منظمة التحرير صلاح خلف أبو اياد حيث تم توجيه اصبع الاتهام إلى قوى راديكالية فلسطينية يقودها صبري البنا .
في اطار اتفاقيات أوسلو تم اقامة سلطة وطنية فلسطينية ،مرحلية مؤقتة ،لحين البدء ،في مفاوضات الحل النهائي ،والوصول لحل الدولة الفلسطينية على أراضي عام 1967.وفي 1 تموز 1994 عاد ياسر عرفات ،مع أفراد القيادة الفلسطينية ،إلى الاراضي التي اعلنت عليها السطة ،و فاز عرفات بجائزة نوبل للسلام.ولم يلبث عرفات ،أن انتخب رسميا كرئيس فلسطيني للسلطة الفلسطينية، في انتخابات كانت مراقبة من قبل الرئيس الأمريكي جيمي كارتر فاز عرفات بنسبة88% من الأصوات.في شهرتموز من عام2000 التقى ياسر عرفات ،مع رئيس وزراء العدو الإسرائيلي إيهود براك في كامب ديفد ،تحت غطاء واشراف الرئيس الأمريكي بيل كلينتون.في ذلك اللقاء، كان لدى كلينتون وباراك طموح يرتقي في سقفه إلى توقيع اتفاقية حل نهائي، ينهي النزاع الفلسطيني الإسرائيلي.لكن عرفات خيب ظنهما ورفض التوقيع على الحل المطروح ،الذي اعتبره عرفات منقوصا ،ولا يلبي من وجهة نظره السقف الذي يطمح له الفلسطينيين وهو اراضي عام 1967 بما فيها، القدس الشرقية.أما إسرائيل فقد ألقت باللائمة على ياسر عرفات ،ووافقتها الإدارة الأمريكية على ذلك.من هنا بدأت حالة من الشد والجذب وحتى العداء بين إسرائيل وياسر عرفات على الرغم من المحاولات اللاحقة في لقاء طابا للتوصل إلى اتفاق.وقد توافق ذلك ،مع اندلاع انتفاضة فلسطينية ثانية التي كانت قد بدأت بالفعل قبل لقاء طابا وقد اتهمت إسرائيل ياسر عرفات ،بالتحريض على أعمال العنف من طرف خفي أو بشكل موارب وأحيانا في العلن ،سيما شعاره الذي كان يرفعه للمطالبة بالقدس الشرقية(عل القدس رايحيين شهداااء بالملاييين).
بعد مباحاثات كامب ديفد وطابا بدأت الدوائر الأمريكية و الحكومة الإسرائيلية بالقول أن ياسر عرفات لم يعد يعتد به بمعنى عدم جدوى التفاوض معه في هذه الأثناء أزداد العنف والعنف المضاد وارتكبت عدة عمليات فدائية أسفرت عن مقتل كثير من الإسرائيليين وعلى الرغم من شجب عرفات واستنكاره الواضح لهذه الأعمال بدأ رئيس الوزراء الإسرائيلي أرئيل شارون الذي كان على عداء مرير مع ياسر عرفات ولا يثق به ويرفض مقابلته بتحميله مسؤولية مايحدث.في هذه الأجواء قامت إسرائيل بمنعه من مغادرة رام الله لذلك لم يحضر عرفات مؤتمر القمة العربية في بيروت عام 2002 خشية ألا يسمح له بالعودة إذا غادر الاراضي الفلسطينية وفي 29 اذار من نفس السنة حاصرته القوات الإسرائيلية داخل مقره في المقاطعة مع 480 من مرافقيه ورجال الشرطة الفلسطينية وهكذا بدأت حالة من المناوشات التي يقتحم خلالها الجيش الإسرائيلي ويطلق النار هنا ويثقب الجدار هناك بينما كان عرفات صامدا في مقره متمسكا بمواقفه في تلك الفترة بدأ يتقاطر عليه في مقره بالمقاطعة مئات المتضامنين الدوليين المتعاطفين معه.كذلك تعرض عرفات من قبل الإدارة الأمريكية وإسرائيل لحملة لاقصائه عن السلطة أو ابعاده عن مركز القرار فيها بدعوى تحميله مسؤولية ما وصلت اليه الأوضاع في أراضي السلطة الفلسطينية من تدهور وفي عام 2002 طلب بوش تشكيل قيادة فلسطينية جديدة وبسبب الضغط الدولي وانسداد الافق السياسي إضطر عرفات للتنازل عن بعض صلاحياته لرئيس الوزراء محمود عباس.
وفي 12 تشرين اول 2004 ظهرت أولى علامات التدهور الشديد لصحة ياسر عرفات، فقد أصيب عرفات كما أعلن أطباؤه بمرض في الجهاز الهضمي،وقد تدهورت الحالة الصحية للرئيس الفلسطيني عرفات تدهوراً سريعاً في نهاية تشرين الأول 2004، قامت على إثره طائرة مروحية بنقله إلى الأردن ومن ثمة أقلته طائرة أخرى إلى مستشفى بيرسي في فرنسا. وظهر الرئيس العليل على شاشة التلفاز مصحوباً بطاقم طبي وقد بدت عليه معالم الوهن مما ألم به. كما تضاربت الأقوال كثيرا في وفاة ياسر عرفات ؟إذ يعتقد بعض الفلسطينيين والعرب بأن وفاته كانت نتيجة لعملية اغتيال بالتسميم أو بإدخال مادة مجهولة إلى جسمه، فيقول طبيبه الخاص الدكتور أشرف الكردي أن إمكانية تسميمه “.هذا مع العلم أن الأطباء الفرنسيين بحثوا عن سموم في جثة عرفات بعد مماته في باريس، وبحسب التقرير الطبي الفرنسي فقد وردت به أنه بعد الفحوصات الطبية الشاملة التي كانت سلبية بما فيها دخول سموم للجسم.كذلك رجح بعض الأطباء من عاينوا فحوصاته الطبية ومنهم الأطباء التونسيين واطباء مستشفى بيرس المتخصصون بأمراض الدم ان يكون عرفات مصابا بمرض تفكك صفائح الدم وتجدر الإشارة أن زوجة الرئيس الفلسطيني السيدة سها عرفات هي المخولة الوحيدة بحسب القانون الفرنسي بالافصاح عن المعلومات الطبية التي وردتها من مستشفى بيرسي والأطباء الفرنسيين وهي لا زالت ترفض إعطاء اية معلومات لاية جهة حول هذا الموضوع. ربما دخل السم عن طريق الشمعه التي استعملها وقت الحصار .
واخيرا وبعد ثماني سنوات على اغتيال قائد القضية ورمزها طلبت زوجة الرئيس بأخذ عينات من رفات زوجها لفحصها في مختبرات فرنسية وروسية للتأكد من وجود اثار للسموم في جسمه ام لا حيث اظهرت النتائج الآن في الذكرى التاسعة لوفاته وجود اثار لسموم البولونيوم بمعدلات اعلى من الطبيعي مما يثبت الاغتيال تم عن طريق السم والآن جاء دور البحث عن الجاني ومع ان العقل المدبر والمخطط لا شك انه اسرائيلي او الحكومة الاسرائيلية ولكن المنفّذ الفعلي هل هو اسرائيلي ام فلسطيني ام احد المدّعبن انهم متضامنين الذين كانو متواجدين في المقاطعة طيلة فترة الحصار .
نعم شخصية الراحل ابو عمار كانت ذا كريزما خاصّة وقد تكون نادرة إذ استطاع التعايش كزعيم ومنظّمة مع اثنان وعشرين زعيما عربيا مآكلهم ومشاربهم ومصالح بلدانهم وشعوبهم مختلفة الى درجة الخلاف المسلّح احيانا واستطاع ان يفتح قنوات مباشرة مع الامريكان دون مساعدة ورغبة فعليّة من الزعماء واستطاع ان يُقنع اسرائيل ان مصلحتها في التحاور معها حتّى تمّكن من اعادة بعض الكوادر الى داخل الوطن الفلسطيني دون ان يوقّع لهم على ما يريدون وهذا ما جعلهم ان يقرّبوا نهايته كما فعلوا مع اسحق رابين الذي كان ينفذ السياسة الصهيونية بطريقة لم يقبلها قادة اسرائيل كما انه لم يكن كاسحق شامير الميت منذ سنوات عديدة ولكنهم تركوه تحت الاجهزة عل معجزة تتسبب في عودة الحياة له .
إذا كانت القضيّة الفلسطينيّة هي القضيّة المركزيّة لدى كل الشعوب والدول العربية وزعماؤها وإذا قامت اسرائيل باغتيال وقتل معظم قادة تلك القضية ومن جميع الاطياف والمنظّمات اوليس هؤلاء القادة من رجالات تلك القضيّة مهما كانت توجهاتهم حتّى وبالرغم من الإنقسام الفلسطيني الم يجدر بالفادة العرب ان يوقفوا اسرائيل عند حدّها لأنّ من يقتل ابو عمّر دون حتّى توجيه التهمة للقاتل سهل عليه ان يهدم الاقصى دون رادع وهنا لا اقصد الدفاع عن اغتيال قائد وانما الدفاع عن شرف عربي طال انتهاكه من حفنة من الأفّاقين يستهينون بالدم العربي ويدوسون على الشرف العربي دون وازع من اخلاق اومراعاة لديانة .
ونحن نعيش الذكرى الخامسة والعشرين لإعلان ابو عمار قيام الدولة الفلسطينية من الجزائر ذلك الحلم الذي لم يتحقّق حتى الساعة والذي لن يتحقق ما دام العرب وخاصّة الفلسطينيون يلهثون وراء ملذّاتهم أولقمة العيش مغمّسة بالذل والهوان .
قال الرسول صلى الله عليه وسلم :”لا تزال طائفة من أمتي على الدين ظاهرين، لعدوهم قاهرين، لا يضرهم من خالفهم؛ إلا ما أصابهم من لأواء، حتى يأتي أمر الله، وهم كذلك.
قالوا: يا رسول الله! وأين هم؟
قال: «ببيت المقدس، وأكناف بيت المقدس”
حمى الله الاردن ارضا وشعبا وقيادة وأبقاه نصيرا لفلسطين واهلها
احمد محمود سعيد
18 / 11 / 2013