ماذا جنيت ُ لتستبيحَ عذابي
ماذا جنيتُ لتستبيح عذابي/وتزيدُ في هجري وفي أتعابي
اخلصتُ في حبِّي إليك وإنني/ما زلتُ أذكرُ والحنين خضابي
كم مرةٍ يكبو عصانك عاثرا/أدعو إليكَ لخالقٍ وهاب
فمددت ُ كفي والرموش حصيرةً/تمشي على الرمشين والأهداب
وإذا السبيل بوجه سعدك أٌُقفلت/واسْتُوصِدتْ في وجهكَ الأبواب
ماذا أقول وفي عيونيَ حسرةٌ/تجتاح كلِّي, تزدري بشبابي
أفلا ذكرت َ إذا المتاعبُ أقبلت/غاب الجميعُ وما وقفتَ ببابي
وحسبت َ للحُسّادِ كلّ غنيمةٍ/ومن الغنائم ما حسبت حسابي
يوم الكلاب تناهشت ْ أكبادَنا/ولحومَنا قد مُزِّقتْ بحرابِ
من كان يمسحُ مُقْلتيكَ من الدُّموعِ الجارياتِ على الخُدودِ سكابِ
من كان يقتحِمُ الخطوبَ جميعَها/لتكونَ في حلٍ وفي تِرْحابِ
يا لائميْ في الحب لا تحكمْ على /غدرِالحبيبِ بطبعهِ الغلاّبِ
فالحب في شرع الهوى مِيْزانَهُ/صدٌّ, ووِدٌّ راسخ ُ الأطنابِ
إن كان صدٌّ والحبيبُ مُفارِقٌ/حُزنٌ وضيقٌ والسّماءُ ضبابِ
فترى النجومَ إذا المساءُ عددتها /وترى الوساوسَ والضياع ُ أتى بي
فأبيت ُ من يومي بِغيْر ِ سعادةٍ/كيف السعادةُ والحبيبُ جفا بي؟
أو كان ودٌ والحبيب ُ مقاربٌ /فالشمسُ تُشْرِقُ فوقَ كلِّ يبابِ
فأرى الزّهورَ تفتّحت ْ بَتَلاتٍها/وأرى السّواقيَ سا ئلتنيَ ما بِيْ؟
فارجع ْ فَدَيتُكَ لا عَدِمتُ ندامةٍ/أفلا يكونُ إلى الوفاءِ إيابِ؟
وامسحْ بِكَفّيْكَ الحَنونَ مدامعي/وارفِق بقلبيَ ذلك المُتَصابي
عاطف ر. مومني/بحر الكامل