0020
moasem
002
003
004
005
006
007
008
previous arrow
next arrow

هي أم الولد! ‏

يعج تراثنا بالدروس والعبر ولكن هل من معتبر! كقصة سيدنا سليمان عليه السلام حين جاءته ‏أمرأتان متخاصمتان على ولد وكل واحدة منهما تدعي أنه ابنها، فأحضر عليه السلام سكيناً ليقسمه ‏بينهما نصفين.. فصرخت أم الولد الحقيقية قائلة: (هي أم الولد!) – كي لا يموت الولد. المرأة الأخرى ‏كاذبة ومدعية لأن الأم التي ترضى أن يقتل ولدها أمام عينيها ليست أما.‏

 

هذا حال وطني! فلا يزال “الولد” في قبضة (الأم) المدعية التي ليس من مصلحتها تحقيق الإصلاح ‏الحقيقي أو لا تملك القدرة للتوجه نحوه، وإليكم هذا المثال.. شخص قام بمخالفات وتجاوزات لم تحدث ‏من نوعها في أي دولة في العالم سوى في الأردن، حيث أشرف على تأسيس ما يزيد عن 60 شركة ‏مساهمة عامة (وهمية) مجرد (مواعين ورق) أدت إلى تكبيد الأردنيين خسائر تزيد عن 20 مليار ‏دينار.. وحين كشف مجلس النواب خطر هذا الشخص على الأمن الإقتصادي والاجتماعي للأردن، ‏خاطب مجلس النواب رئاسة الوزراء وأقيل في حكومة الخصاونة.. وبدلا من تقديمه للمحاكمة؛ تم ‏تعيين هذا الشخص عينا في مجلس الأمة.‏

 هل هذا الشخص ومن هم على شاكلته سيحققون الرؤية الإصلاحية لجلالة الملك؟ هل هذا الشخص ‏وغيره من (المجربين) الذين أوصلوا البلد إلى الحال الذي نحن فيه يمكن أن نثق بأن اختيارهم كان ‏لمصلحة البلد وليس ترضية لفئة من أجل تبادل المنافع الشخصية؟ هل هذه التشكيلة توحي من قريب ‏أو بعيد أننا دولة مدنية ديمقراطية، أو تعطي انطباعا بأن هناك إرادة حقيقية للإصلاح، حيث نجد ‏تغييب معظم الأطياف السياسية والاجتماعية واستبعاد الاصلاحيين؟

 

لا زالت نفس الأسماء، تنقل من هنا إلى هناك، أو تغيب قليلا ثم تعود للظهور في مكان جديد، إشباعا ‏لرغبات وتوازنات فئوية وجهوية وعشائرية ستبقى تنقل البلد من فشل إلى فشل. ولا تزال “أم الولد” ‏محرومة من رؤية ولدها، فـ “أم الولد” يتم إقصاؤها تماما مستغلين حقيقة أن “أم الولد” لن تضحي ‏بولدها! هل أصبنا بالعجز فلم نعد قادرين على التمييز بين أم الولد الحقيقة والأم المدعية؟

 

د. قاسم نعواشي