حب الوطن وحب الذات
ان من يحب وطنه إنسان سوي به كل الخير والبركه ومن يحب ذاته بشكل مرضي فهو إنسان بحاجة للمعالجة لإن كل إنسان فينا يحب ذاته ولكن ضمن حدود تبعده عن الأنانية المقيته لهذا نجد الخلط في كثير من الأحيان بين حب الوطن وحب الذات.
ليس من حب الوطن مثلا ان تترشح لإنتخابات وتدفع مليونا او اكثر على دعايتك الانتخابيه وصور تملأ كل ساحات الوطن ومنشورات ملصقة على أعمدة الكهرباء وعلى لوحات اعلانات الطرق فتحرمون المواطن ان يعرف كيف اتجاهه لأنك طمست الكتابة بإعلاناتك وصورك. وتقيم ألمادب على شرف المؤيدين بينما لا تتبرع ببعض أموالك للدولة او الجمعيات الخيرية ولا تطعم الفقراء والمساكين المحتاجين فعلا للقمة يسدوا بها رمقهم. أني لا اعني احدا محددا فهذا ما يجري بالعادة خاصة ممن يملكون المال الوفير.
انه حب الذات وحب الظهور حتى لو يصل الى مبتغاه العام ولم ينجح لكنه ارضى نفسه وغروره بان اسمه على كل لسان وصوره امام كل الأعين. وان نجح فأول شئ يعمله هو التهرب ممن كانوا يركضون معه ويعلقون له صوره واعلاناته ولا تسمع له صوتا بالمجلس الذي انتخب به وكأن دوره انتهى بنجاحه.ولا يلبي طلبات مواطنيه ولا يمد يد المساعدة للمحتاجين منهم رغم انه قادر
وانا لا أعمم هنا فالتعميم به ظلم ولا اقصد مجلسا نيابيا او انتخابات بلديه او نقابيه بعينها بل اكتب بشكل عام لكن يوجد ببلدنا من يحب وطنه واذكرعلى سبيل المثال رجلا لم يسبق لي ان تعرفت عليه شخصيا اسمه المرحوم النائب محمود هويمل لم يكن يملك المال ولكنه كان يملك الأهم وهو الالتزام كان المرحوم ملتصقا بأبناء دائرته لم يترك مطلبا محقا لأبناء دائرته الا وطالب به فهذا الرجل وأمثاله هم ممن يحبون الوطن رحمه الله .
ان حب الوطن يتمثل في كل مناحي الحياه فازاحتك حجرا أو عائقا بالطريق افضل من إقامة مهرجان يغلق الطريق ان رفضك ان تشارك خاصة عدو بلادك بالتهجم على وطنك هو حب للوطن ولو كان وطنك مليئا بالسلبيات ان من واجبك ان تسعى بالعمل او القول او الكتابه للحض على الإيجابيات في وطنك ان قبولك لبعض الضغوط على أسلوب حياتك ان كان فيه خير لبلدك على المدى البعيد هو حب لوطنك. ان جهرك بالقول عن الفساد والإشارة الى مكامنه هو حب للوطن ان من يقوم بعمله بصدق وإخلاص وتفان هو محب للوطن.
لكنا للأسف نخلط بين حب الوطن وحب الذات فمن منا يريد ان يعمل عملا فأول ما يفكر به كيف يصور خطابه او كلمته ويحشد الناس والإعلام ليظهر نفسه لا ليخدم وطنه .
نتمنى للوطن ان يتسع صدره لمواطنيه حتى يتمكنوا من ابداء آرائهم بصراحة ووضوح وان يستمع الوطن بمسؤوليه للمواطنين وحاجاتهم ومطالبهم لإن الحياة تزهر وتزدهر بالتجاوب بين المواطن والمسؤول