0020
moasem
sum
003
004
006
007
008
Bash
previous arrow
next arrow

العيد آت والشعب الاردني على البالات

العيد آت والشعب الاردني على البالات
بعد يومين وتحديدا يوم الثلاثاء سيكون عيد الاضحى المبارك الذي نسعد جميعا لقدومه اذ يأتي
بعد فريضة فرضها الله على المسلمين ألا وهي فريضة الحج التي يغسل بها المسلم ذنوبه ليعود
كما ولدته امه.
نعم العيد ات والشعب الاردني على البالات ففي الماضي كان رب الاسرة يدخر شيئا من راتبه
ليشتري بعض الملابس ليفرح ابنائه يوم العيد حتى ان لم تكن من النوع الجيد فهمه ان يشاهد
طفله يوم العيد يلعبون ويستمتعون بتلك الملابس ويباهي أولاد الحارة بعضهم بها على انها عيديه من الاب .
هذا العام انقلبت جميع الموازين فالأب اصبح غير قادر على شراء ملابس جديدة حتى وان
كانت اردى الانواع الصينية تلك الانواع التي ان اكملت يوما لم تكمل اليوم التالي ولكنها تبقى
بنظر الاطفال جديدة يفرحون بها فما كان من ارباب الاسر إلا التوجه بوجوه صفراء حرجا من
ابائهم الى اماكن البالات لينقوا منها ملابسا لأطفالهم لعل وعسى ان يدخلوا الفرحة بقلوبهم من
خلال ارتدائهم لتلك الملابس التي ربما لن ترضيهم وبنفس الوقت هناك اطفال اخرون لا
يرتدون إلا الملابس المستوردة التي يصل ثمن القطعة منها اكثر من راتب رب اسرة يعمل
مدرسا في وزارة التربية والتعليم او جنديا يحرس الحدود ليل نهار او راتب حارس يحرس
مصنعا براتب زهيد لا يستطيع ان يشتري به عيديه لأحد ابنائه.
لا اعلم كيف يمكن ان يكون هذا في بلد مثل الاردن فيه من اللخيرات والثروات ما لم تحظى به
دول اخرى ولكن نصفها نهب وسرق ليصدر الى بنوك عالمية ليستفيد منها رعايا تلك الدول
ويحرم منها الاردنيون الذين عانوا و كافحوا ليبقى هذا الوطن عزيزا يعيش بأمن وسلام .
العيد ات ورئيس حكومتنا بالديانات المقدسة يؤدي فريضة الحج من اموالنا التي اخذت منا
عنوة تحت مسميات عدة تصب في نهاية الطاف في جيوب الفاسدين الذين لم يرحمونا يوما ولم
يرحموا هذا الوطن الذي اصبح ضيقا على مواطنيه واسعا على زمر الفساد التي اوهنته .
نعم العيديات ورئيس حكومتنا يشتري الهدايا لأبنائه وأحفاده وأصهاره من جيوبنا وأبناء الوطن
لا يستطيعون شراء عيديات ابنائهم إلا من البالات فالمار من الاسواق يجد ان محلات البالة تعج
بالناس بينما المحلات الاخرى خاوية على عروشها لا تجد فيها اكثر من شخصين او ثلاثة
يسالون عن الاسعار فلا يطيقونها فيغادرون مكشرين الوجود داعين الله بعدم التوفيق وعدم القبول لرئيس حكومتهم .
عندما شاهدت ما شاهدت تبادر الى ذهني بان رئيس حكومتنا و فريقه الوزاري اصبحوا
مستوردين رئيسيين للبالات من اوروبا وقد يصل بهم الجشع الى ذلك وأكثر فلا هم لهم سوى
ان تمتلئ خزائنهم وحساباتهم بالدولارات وربما يأتي يوما يتاجرون به بأرواحنا ونحن لا نعلم
على اعتبار ان بيع ارواحنا سينقذ الخزينة من الانهيار وبالتالي نصل إلى انقاذ الوطن من الدمار .
لا اعلم كيف يمكن لدولة ان تفعل كل هذا بمواطنيها حتى اصحاب المزارع لا يعاملون العاملين
عندهم كما تعامل دولتنا رعاياها فأين نحن سائرون والى اين يتجه الوطن فلم يبقى هناك شيء
ليرفعوا سعره سوى نسمات الهواء ولا نستبعد ان يعود رئيس حكومتنا ليجبر كل مواطن من
تركيب عدادا للهواء لكي يعد مقدار الهواء الذي نتنفسه وهذا امر محتمل .
الى متى ستبقى الامور هكذا وهل سيأتي يوما مسئولا يخاف الله ويخشاه ويتقي ربه بهذا الوطن
ومواطنيه الذين لم يبقى إلا ان يخرجوا من بيوتهم ليعيشوا بالعراء .
غازي عيد الجبور .