وضحا وابن هملان
وكالة الناس –
لا أعرف لماذا تستهويني قصص المسلسلات البدوية الأردنية القديمة و تترسخ في عقلي وتبقى عالقة فيه لعقود,لهذا أحببت أن أروي أحدى قصص المسلسلات البدوية لاحدي العشائر. .. أبطالها الشيخ وحرمته وابنهما المدلل حمد ( أقصد حمودة) كما تلقبه والدته _راعاها الله _ . وتتلخص القصة بأن حرمة الشيخ تسعى بكل وسائلها الخبيثة أن يكون حموده الشيخ القادم.. حامي الحمى مع انه لا يحمل أي صفه من صفات الرجولة والشهامة و في الوقت ذاته تبعد حرمة الشيخ شقيقه الأكبر من( الزوجة ألا ولى (النشمي)وأيضاً يتم تحييد النشامى من أبناء العشيرة الذين يحملون مناقب الفروسية والشجاعة والكرم
. أنكبت حرمة الشيخ( السيدة الاولى) على تحقيق أهدافها بالترويج والتسويق للشيخ(حموده)، حيث بدأت في الحلقة الأضيق لمجلس شيخ العشيرة بالتخلص من بعض رجال العشيرة الذين يمدحون ويثنون على النشمي و نشامى العشيرة، بأبعادهم عن مجلس الشيخ بطرقها الخاصة حيث قامت بحياكة المؤامرات والدسائس لهم.
ولتفعيل ذلك نصبت حرمة الشيخ( شوير) للشيخ من رجالها والذين هم على شاكلة(حموده) و جعلت من الشيخ الذي كانت تهابه العربان ..مطية لها تسيره وتملي عليه كل شروطها من الاوامر والنواهي التي تعود على أهلها وعلى مستقبل(حمود) بالخير والمنفعة
حرمة الشيخ والتي تتمتع بجمال يحسدها عليه شيوخ العشائر الأخرى استطاعت نتيجة نفوذها وحضورها التدخل في العادات والتقاليد وأصبح الشيخ يعود إليها في كثير من الأمور التي تهم العشيرة من البحث عن المراعي الخصبة والماء ووهب (المنايح والعطايا) للمقربين لها، حيث قامت بتخصيص المراعي لصالح حلال عشيرتها وبسطت نفوذها على المراعي والغدران، وأوكلت مهمة الدفاع عنها للمحسوبين عليها وعلى حموده و عشيرتها، وجلبت طرق جديد لحلب( الأغنام) وبيع حليب النوق والصوف في بلاد الحضر..وسخرت نساء العشيرة في النسيج والتطريز.. لتبقى متصدره بأناقتها على جميع نساء العشائر.
حرمة الشيخ.. تعدى نفوذها في العشيرة والعشائر الأخرى أنها استأجرت الشعراء…لمدحها ومدح زوجها الذي أصبح( لا يهش ولا ينش) والتغني بمناقب( حموده) الذي يمضي وقته في مطاردة بنات العشيرة على الغدران ..يزهو ببندقيته والتي لا يحسن استخدامها وبلباسه الذي يجر خلفه على الأرض..وعقال مربوط بأسفل أذنيه، واستأجرت السحرة والحجابين وقارئي الفنجان وبعض من يتاجرون بقراءة القرآن الكريم وعملت على تجهيز جميع التعاويذ والحجب في المحبة والكره وكله ذلك من أجل الشيخ حموده والأقربون، حيث أوكلت هذه المهمة لأحد رجالها تحت مسمى ( شوير الحرمة للشؤون الجنية) و أصبحت حرمة الشيخ على كل لسان بين العربان ..الشيوخ… والشعراء. والمشعوذين والسحرة واتسع صيتها وذاعت مناقبها حتى كادت أن تطاول الخنساء و الجازية وجميلة بوحيرد والأم تريزا..
وتتسارع أحداث المسلسل البدوي في حلقاته الأخيرة حيث دخلت عيون العشائر الأخرى في العشيرة وأصبح حيط الشيخ والعشيرة واطي..وتغزوه العشائر الضعيفة وقطاع الطرق حيث تصبح لهم مكانه في العشيرة.. ويصيب القحط والمحل الديرة.. وعندما شعرت حرمة الشيخ أن الشيخ غدا ضعيفا’ بعد أن استولت على الحلال كله.. قامت بتنصيب حموده شيخاً للعشيرة .. وأسندت له أيضا’ منصب شيخ مشايخ العربان…في الجانب الآخر لا زال النشمي ونشامى الديرة يعيشون في منفاهم الاختياري يدعون بالخير والفلاح لعشيرتهم التي فقدوها!!!! وان شاء الله المرة القادمة سأسرد لكم قصة مسلسل أردني آخر ربما يكون مسلسل قرية بلا سقوف أو الكف والمخرز