هل يفعلها عباس
استمرار المفاوضات الفلسطينية الأسرائيلية رغم كل التعنت الأسرائيلي ورغم الخلافات الواضحة بين الطرفين مازالت مستمرة بسرية تامه على عكس المفاوضات الماراثونية السابقة الت أكلت عقدين كاملين من آلام ومصائب وكوارث جلت على الشعب الفلسطيني ، وإذا كان الكيان الأسرائيلي يريد المفاوضات من أجل المفاضات فقط ، ومن أجل إكتساب الزمن لتنفيذ مخططاته بالأستيلاء على ماتبقى من الأراضي الفلسطينيه لإقامة المستوطنات عليها ، بالأضافة الى كسب الزمن لزيادة فرص إنهيار المسجد الأقصى الشريف لبناء الهيكل المزعوم ، فتكون هذه المفاوضات وسيلة ضغط وبالقوه لإستنزاف المفاوض الفلسطيني .
ان هذه المفاوضات هي بلا شك بين طرفين غير متكافئين نكل المعايير ، فيها الطرف الأسرائيلي الأقوى وهو المحتل الغاصب بما يملك من قوة عسكرية وسياسية واعلامية والذي يملك بكل الأوراق ، والطرف الفلسطيني الذي لايملك إلا تاريخ يشكك الطرف الآخر به ، وآيات قرآنية تخلى عن مضمونها قبل حكمتها فانقسم على نفسه الى تيارات منها المؤيد للمفاوضات ومنها المعارض وهم الأكثريه ، ومع إبتزاز الراعي الأمريكي والمنحاز كلياً للكيان الأسرائيلي والداعم له عسكرياً ومالياً وسياسياً واعلامياً وإصراره على انهاء المفاوضات في غضون ستة شهور من بدايتها ، فهل سيفعلها محمود عباس مع نهاية هذه المده ويخرج الى الشعب الفلسطيني بمفاجأة التوقيع على الأتفاق النهائي بين الطرفين الفلسطيني والأسرائيلي في كامب ديفيد جديد كما فعلها ياسر عرفات عندما خذل المفوض الفلسطيني واعلن التوصل الى اتفاق أوسلو بكل سلبياته وما فيه من إمتهان للشعب الفلسطيني ، اذا حدث هذا يكون الكيان الأسرائيلي قد حقق مايتمنى وفرض ما يريد لأنه كما أسلفنا الطرف الأقوى وبممارسة الأدارة الأمريكية ضغوطها وابتزازها لعباس .
مما لاشك فيه ان محمود عباس قد قرأ المشهد مسبقاً فقام بتوقيع الوصاية على المسجد الأقصى والمقدسات مع الملك عبد الله الثاني بن الحسين ليخلي مسؤوليته أمام الشعب الفلسطيني والأمتين العربية والأسلاميه عن أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين ، كما يدرك تماماً ان المستوطنات الصهيوتية في الضفة الغربية ستبقى مسؤولية اسرائيلية كامله مع تبادل بعض الأراضي ستأخذ في اسرائيل ما تريد من أراضي اسيراتيجية بالنسبة لها وللمستعمرات مقابل أراضي فلسطينية محتله لاتستفيد منه وربما تكون على حدود قطاع غزه ، وما تبقى من أراضي الضفة الغربية تحت نفوذ دولة فلسطين وهي خاضعة للأتفاق الأمني بين الطرفين ، وهو الذي يتيح لأسرائيل مد يدها لإغتيال أو إعتقال من تريد من أبناء الشعب الفلسطيني ، أما القدس فسيرفع العلم الفلسطيني على ثلاث قرى على مشارفها لتكون هي الفدس العربيه حسب اتفاق عباس ـ بيلين ، وكما هو معلوم فقد تنازل عباس عن حق العوده وتعهد للكيان الأسرائيلي عدم المطالبة به ، وبذلك يكون قد تم شبه الأتفاق أو الأتفاق المبدأي وتبقى اللمسات الأخيره والتي سيحاول المفاوض الأسرائيلي الحصول على المزيد من التنازلات التي مازال يحلم بها ، وبهذا يكون محمود عباس قد خذل شعبه وقضيته التي كانت أمانة بين يديه ، ولكن السؤال هل سيفعلها عباس ، اعتقد انه فاعلها وهو الرافض لأي شكل من أشكال المقاومه والمتمسك بخيار المفاوضات بالأضافة الى انه لن يرشح نفسه لفترة الرئاسة القادمه .
Email;shareefshareef433@yahoo.com