0020
moasem
002
003
004
005
006
007
008
previous arrow
next arrow

قراءة في التحركات الاعلامية الغربية

 
 
 
الماكينة الاعلامية الغربية يمكن استخدامها كبوصلة لتوقع الخطوات القادمة دوليا , ولان الاعلام الغربي دوما ما كان يستعمل كأداة لتجهيز وتحريك الرأي العام قبيل تنفيذ المخططات , فان من بعد النظر والرؤية في التعاطي مع المخرجات الاعلامية الغربية تتضح لنا صورة الوضع القائم والمتوقع في المرحلة المقبلة .
فعلى سبيل المثال لا الحصر الماكينة الاعلامية الامريكية تحديدا , والتي خاضت معركتها بكل ضراوة للتحشيد ضد النظام السوري عبر التركيز على ايصال صورة تظهر النظام بصورة المجرم والدكتاتوري والقاتل للشعوب عبر صور ما اسموه ” بالمجازر النظامية وعبر صور الضحايا والقتلى من الاطفال كمثل ” حمزة الخطيب ” الطفل المذبوح الذي صار رمزا لتصفية طفولة اطفال سورية على ايدي النظام , كل هذا التحشيد كان سابقا لاعلان الرئيس الاميريكي نيته لخوض معركة ضد النظام السوري ” المجرم ” على حد وصفه .
اما بعد فشل الولايات المتحدة في التجهيز لتلك المرحلة ونجاح الصفقة الروسية التي احبطت المشروع الاميريكي , بات الخيار الاميريكي ينحصر لتوجه نحو القضاء على القوات المعارضة وتصفيتها , وبدا ذلك واضحا من خلال التغير التكتيكي والتدريجي في اسلوب نقل الحدث عبر وسائل الاعلام الاميريكية ..
حيث لوحظ في الاونة الاخيرة تحرك اعلامي غربي و اميريكي نحو رصد فظائع المعارضة السورية من افساد البلاد والعباد , وجرائم الذبح امام الاطفال وقطع الرؤوس بدم بارد وجرائم القتل والاعدامات الجماعية , ابرزها كانت حادثة الطفل الذي قتل في ورشة لتصنيع القذائف الصاروخية تابعة لاحد فيالق المعارضين , الاعلام بدأ يجهز الرأي العام الاميريكي لتقبل فكرة وحشية المعارضة والارهاب المنظم التي تقوم به تلك العصابات من فئات مرتزقة ودخيلة ومتطرفة , وذلك في خطوة استباقية لتحرك القيادة الاميريكية في تنفيذ الخطوة القادمة والتي لطالما ارادتها القيادة الروسية عبر جولات الخارجية الروسية المكوكية وتصريحاتها في كل حدب وصوب .
اذن فان التالي سيكون حسب الاجندة الاميريكية تصفية المعارضة ومسلحيها , لكن كيف والمعارضة تلك ممولة خليجيا ومن خلال تركيا وبعض التنظيمات العالمية كتنظيم الاخوان المسلمين الذي دعم وحشد بدوره للجهاد في سوريا في صف القاعدة والنصرة وغيرها من دعاة الترهيب والقتل باسم الدين ؟؟
الجواب في ان الولايات المتحدة ستقوم بخطوة انقلابية على حلفاءها بسبب تأخرهم في تنفيذ المخطط الذي قام عليه السعودي ” بندر بن سلطان ” بالتعاون والتخابر مع عدة دول في الاقليم لتجهيز الساحة السورية وقلب نظام الاسد واخلاء السبيل للقوات الاميريكية لاقتحام العرش السوري واجهاض مشروع المحور المقاوم , بسبب الاحراج الذي وقعت فيه الولايات المتحدة والتي لم تعد امكاناتها اومكانتها الدولية لتسمح باستمرار الوضع القائم على الصعيد السوري , كما ان التقدم الروسي بات محتوما في وجه تراجع الولايات المتحدة التي ارتفع سقف ديونها ليتعدى حاجز ال 15 ترليون دولار , اما روسيا القوية فتمتلك اقتصادا ثابتا ومخزونا استراتيجيا ضخما يؤهلها لقيادة المرحلة المقبلة وتسلمها من الولايات المتحدة التي باتت في طور الانكماش والتقوقع والموت البطيء .

ومن الواضح والجلي من خلال قرائة الوضع الحالي وتوقع المستقبل القريب , يظهر في الافق القريب انهيارا في المعارضة السورية وانتهاؤها , يتبعه انهيار تدريجي في دول محور المعارضة من السعودية وتركيا وقطر , وظهور حركات احتجاجية قوية تغير شكل المنطقة كليا , يتبع ذلك انهيار القطب الاوحد الغربي من خلال الانهيار الاقتصادي المتوقع والذي سيعصف بالولايات المتحدة وحلفائها ان تخلت عنها مجموعة الشركات العابرة للقارات , في حين ستصبح القدرات الامريكية كافة كرماد في مهب الريح الروسية !!

روسيا باتت مؤهلة وبقوة لاستلام مفاتيح المنطقة وسحب البساط من تحت القدم الامريكية , وهذا يبدو واضحا من خلال النشاط الروسي الاخير في المنطقة والعروض المجزية التي تقدمها موسكو لدول في المنطقة للتحرك والانضمام للمحور الروسي مثلما الاردن التي بدورها ارسلت رسالة عبر دبلوماسيين اردنيين بان الاردن ينوي الانضمام للمحور الروسي الذي وعد بمنح ومزايا جزية في حال لم تقم الدول الخليجية بملء الخزينة الاردنية على الفور , هذا يعني ان المؤسسة الاردنية واعيا تمام الوعي للتطورات العالمية وان المحور الاميريكي – الخليجي بات في مراحل الانهيار والسقوط , وان المرحلة القادمة ستكون مرحلة الشرق الذي يحاول ان يكسب الاردن في صفه عبر تقديم اكثر من صفقة واكثر من ميزة معروضة على الاردن , لذا فان الحنكة والعقل يدفع الاردن للانسحاب من المحور الآيل للسقوط والتوجه نحو المحور القوي والمؤهل مستقبلا لقيادة المرحلة .. زيارة الملك الاخيرة للصين تشير الى تحرك اردني باتجاه المحور الشرقي , وهذه قد تكون اذكى الخطوات التي تقوم بها القيادة الاردنية باتجاه الحفاظ على مصلحة الدولة الاردنية ومصالحها المستقبلية ..

عمان – الاردن