انا لست ملاكا
تبتسم الشفاه، و ترتسم صور الفرح على وجهي امام الناس و كأني اخبرهم اني مسرورة في هذه الدنيا ، و سعيدة اكثر في وجودي معهم .
اريد ان اقول لهم اني لست بقايا حطام ، اريد ان يعرفوا ان الامل و الطموح هو لايامٍ احلى قادمة نحوي ، هم لا يعرفون اي وجه من التاريخ اقرأ ، او اي زمان هو حولي ، و اي اناس اجد فيهم وطني ، ف الواحد منا وطنٌ للاخر ، فاذا وجد فيمن حوله هذا الوطن يروق له ان يأوي اليه ساعات من عمره ليعيش لحظات هناء …. صدق دون خداع …. دون الم و عذاب …. دون احساس بان العواطف الصادقة قد ماتت .
و لكن كيف ؟؟ و متى هذا الوطن الآخر يولد في نفوسنا و الواحد منا يتخلى عن الآخر في وقت محنته او لحظة احساسه انه يريد منه شيئا ؟؟
كيف و الحقد و الغدر ما زال يجري في عروقنا نعتصره و نسقيه لمن حولنا و نحن لم نقف على مواقف الحقيقة يوما ، و لم نكن في مستوى القوة لان نقول عندما نسئ للاخرين اننا اسأنا و عندما نخطئ اننا اخطأنا ، كيف و مارد الشيطان يجول في اعماقنا و ما زال يأوي في وادي صمتنا و ترانا نركع لوسوسات غيرنا من نفوس مريضة عفنها يقتلنا و يشوه حقيقتنا .
انا لست ملاكا ؛ و لا ادعي الطهارة من بين كل البشر و ما قلت هذا الا لاحساسي اننا في عتمة مظلمة نحتاج نور ليضئ طرف الحقيقة ، و جميل ان يعيش كل منا حقيقة ذاته و يرسم لها صورها و يضع لها قوانينها دون ان يسئ للاخرين .
هند السليم