نحن في زمن التكنولوجيا الحديثة، فلا يمكن اخفاء اي خبر او حدث، وبات تمرير الكذب صعبا جدا ولا يمكن حجب المعلومة الحقيقية والصادقة.
بدايةً نعلم جميعا ان الاعلام هو الوسيلة الوحيدة لايصال المعلومات والاخبار ويجب ان يكون محايد، لكن ما نراه اليوم هذا محال .. فالاعلام الان يطغى عليه اراء وافكار شخصية وهدفه توجيه الناس لمنظور معين وافكار معينة!! اما هدف الاعلام هو نقل الحقائق لكنه الان وبالوقت الحاضر حصرا ينقل الاكاذيب ويروجها لدرجة انها تأخذ عند بعض الاشخاص القالب الحقيقي للخبر، فعندما يتردد الكلام كثيرا ويتكرر تداوله بين الاشخاص يصدقونه وينخدعون به، ويتم غسل ادمغتهم بما هو كذب، فيصبحون كما هو الاعمى فاقد البصر يصدق ما يسمع ولا يصدق ما يرى.
نشاهد بعض صور الاعلام التي اصبحت جزءا من حياتنا اليومية؛ اتهامات، تدليس، اقاويل، اخبار كاذبة، معلومات خاطئة .. والمطلوب من الناس التصديق والتداول؛ فلان قال وفلان افتى وعلان قام بعمل كذا، يلتقطون صورا من مكان وينسبوه لمكان آخر، اعداد قتلى او جرحى مغايرة للواقع .. وما علينا سوى التصديق.
ان الهدف من كل ما سبق فيما يخص بالتضليل الاعلامي هو غزو العقل وتشتيت الفكر الحر الى ما هو عكس الحقيقة، وفصل الناس عن واقعهم الأليم الذي يحرك احتجاجاتهم او مطالبهم.
ويمكننا القول انه عبارة عن غسل دماغ او تزييف وعي.
يفترض ان يكون الغرض من الاعلام ابلاغنا بما يحدث كما هو دون اي اقاويل او افتراضات وهمية او عارية عن الصدق، وذلك لايصال المعلومة التي تضعنا بالموقف للوعي بما حولنا، ويجب ان تتسم بالمصداقية والدقة.
اما فيما يختص بتفسيرنا للاخبار والمعلومات فيختلف من شخص لآخر حسب تحليله وفهمه الحر … وغير ذلك يؤدي الى حالة من الفوضى وخلل كبير في فهمنا وتفسيرنا.
بالنهاية نقول : “اعطنا اعلاما كاذبا .. نعطيك شعبا ليس واعيا” فمشكلتنا الحقيقية اكبر مما نتصور، لكن املنا بالله كبير بان يرشد المسيره.