كيف ينتصر الإسلاميون؟
عندما يدافع الاسلاميون بأرواحهم عن أوطانهم ويفتدون شعوب أمتهم بكل معاني الايثار والشهامة،ويدفعون من دمائهم ضريبة انعتاق الامة من الاستعمار والاستبداد والفساد.
عندما يسطرون من خلال وجودهم في السلطة والمعارضة انموذجاً لاحترام قيم الحرية والعدالة والمساواة والتسامح وحقوق الانسان والديموقراطية والكرامة وحق الحياة والحقيقة،ويكشفون بذلك المدعين والانتهازيين والمتكسبين وتجار المباديء والاوطان وعبدة المال وخدم اسرائيل وامريكا.
عندما يوقظون بصمودهم وشجاعتهم وتشبثهم بالكرامة روح عزة الامة وكبريائها وانفة ابنائها ،ويحركون كل ادوات المقاومة السلمية للطغيان بين كل بني البشر.
عندما يعرون بتضحيتهم بانفسهم وابنائهم واموالهم وامنهم المترددين واصحاب الاجندات الفئوية والذاتية الصغيرة والمتصيدين بالماء العكر وباعة المواقف من الوصوليين واشباه الرجال.
عندما يبرهنون على شجاعة اصحاب المباديء بثباتهم على مواقفهم وعدم خضوعهم للتهديد والوعيد علاوة على القتل والسجن والتشريد .
عندما يتصدون لمؤامرات خسيسة مكشوفة تحاول اغتيال اشواق الشعوب بالحرية والكرامة والاستقلال فيبرهنون بذلك بانهم الاوفى والاصدق والأنبل.
عندما يقزمون بسلميتهم الفراعنة الجدد ويحاصرونهم رغم استخدام هؤلاء لكل الوان القتل والارهاب والبلطجة والسجن التجسس والملاحقة.
عندما يرسمون بصدقهم مع انفسهم ومع غيرهم سفراً جديداً في علوم السياسة التي يتبجح معظم ممتهنيها بفنون الكذب وكل منقصة من الرذائل.
عندما يجهضون بالتفاف الناس حولهم رغم محاولات تشويههم وشيطنتهم والتدليس سحر بعض وسائل الاعلام وبعض المتكسبين فيها .
عندما يفضحون وكلاء الاستعمار والمتمولين من اعداء حرية الشعوب وكل رخيص يشترى ويباع من الافراد والواجهات والمؤسسات.
عندما يمثلون بكل شموخ روح الربيع العربي ،ربيع التعلق بامال التحرر والاستقلال امام انظمة تستند في شرعيتها الى القتل والدماء والظلم والقمع وكبت الحريات واستباحة كرامة الانسان واستعباد الخلق والعمالة والزيف والافتراء وكل سافل من الاخلاق الادمية.
عندما يكشفون قارون الكبير وصبيته المقتاتون بامول الامة من دماء اشرافها ليفتحون بذلك بوابة فصل جديد من الربيع يطيح باكابر مجرميها ممن يوظفون ممتلكهات الشعوب لقهرها خوفاً من نسائم الحرية التي تلوح في الافق.
عندما يموتون لتحيا شعوبهم ويدفعون اثماناً اسطورية لتنبت الحرية في بلادهم المنكوبة بالدكتاتورية والنهب والظلم والتخلف.
عندما يفعلون كل ذلك فانهم يسجلون في التاريخ باحرف من نور ملحمة تزيد من تشبث الجماهير بهم وتجذر ايمان الناس باحقيتهم بالصدارة وتضخ الدماء في استمرار وازدهار واثمار مشروعهم الاصلاحي.
انها بشائر النصر رغم الجراح والالم ..لو لم ينجز الاسلاميون سوى هذا الشرف لكان حرياً بهم ان يشرئبوا برؤوسهم الى الاعلى ويرتفعوا قامات سامقة في اعين الناس ويتحولوا الى قدوات يستلهم ابناء الامة خطاهم .
لقد كان الاسلاميون خياراً اثبتت صناديق الانتخاب حضوره الواسع،غير انه و بعد هذا المشهد البطولي غدا لوناً جارفاً يمثل بحق ضمير الامة .
باجرامهم وخصومتهم خدموا الاسلاميين وصنعوا منهم قادة للمستقبل القريب ،لقد حكموا على انفسهم بالفناء ووهبوا المستمسكين بحق الشعوب البقاء..فسبحان الله ما أعدله.