ما يحدث في مصر ليس إرهاباً …؟
من يتابع ما يحدث على الساحة العربية يحتار أي حدث وأي قطر يتابع ، فكل الأقطار التي شملها الخريف العربي مازالت تعاني من تساقط أوراق أشجارها ونزف دماء ابناءها ، إلا أن مايحدث في مصر الكنانة يكاد أن يكون الأهم والأحدث والأخطر للأمة العربية نظراً لما لمصر من مكانة خاصه في قلوب كل أبناء هذه الأمة ، فقد أدى الأنقلاب العسكري الذي قام به وزير الحربية الفريق عبد الفتاح السيسي على الديمقراطية والشرعية والرئيس المنتخب محمد مرسي بتاريخ 3 يوليو الجاري حتى خرجت الملايين المؤيدة للرئيس والشرعية الى الميادين معتصمه سلميا وكانت البداية من ميدان رابعه العدويه بالفاهره لتمتد الى باقي محافظات مصر ، وهذا الأمر لم يكن ضمن حسابات القريق السيسي ولا المخططين للأنقلاب مما دفعهم لأسيعمال القوة والعنف واستعمال السلاح ضد المعارضين لهم وكانت البداية مجزرة العريش شمال سيناء يوم السبت 20 يوليو التي ارتكبها الجيش والشرطةعلى المصلين وهم ساجدين أثناء تأدية صلاة الظهرليعيد الجيش الكرة بمجزرة الحرس الجمهوري بالقاهره فجر الأثنين 22 يوليو بعد انتهاء الركعة الثانية واثناء دعاء القنوت ثم توالي المجازر ضد المعتصمين المدنيين ، ومع سقوط الشهداء الأبرياء المسالمين بأيدي حراس الأنقلاب خرجت الملايين زاحفة من محافظات مصر الى القاهرة مؤيدة للشرعية وتنادي بعودة الرئيس مرسي المنتخب ، مما احرج الأنقلابيين وخاصة الفريق السيسي والذي أصبح في مأزق محرج أمام الشعب المصري وأمام الرأي العام العالمي الذي اسينكر الأنقلاب وندد به فلم يجد السيسي أمامه إلا اللجوء للطلب من مؤيديه النزول الى الميادين يوم الجمعة 26 يوليو وهو يدرك ويعلم ان المؤيدين للشرعية قد تنادوا ليكون هذا اليوم يوم لأسقاط الأنقلاب وكان طلبه من هذا أن يفوضه الشعب لمحاربة الأرهاب … عجباً محاربة الأرهاب ولكن أي إرهاب ..؟
ـ قيام السيسي بانقلاب عسكري غلى الشرعية وعلى رئيس منتخب والتنكر لليمين الذي أقسمه امام رئيسه الشرعي والأنفراد بالسلطة واتخاذ الفرارات حسب موالاته لنظام مبارك المخلوع بإرادة الشعب … هذا ليس إرهاباً .
ـ تحويل الدولة من دولة مدنية وهي الأولى في تاريخ مصر الحديث بمطلب شعبي الى دولة عسكرية غير شرعية وإطفاء صفة الشرعية عليها بالقوة … هذا ليس إرهاباً .
ـ إختطاف أو إعتقال رئيس منتخب ديمقراطياً عبر صناديق الأقتراع ، وإعتقال رموز المعارضة من الأخوان المسلمين والأحزاب الأخرى المعارضه ومن اللحظة الأولى للأنقلاب دون أي ذنب إلا المعارضه … هذا ليس إرهاباً .
ـ إلغاء الدستور المدني وكذلك المجلس البرلماني المنتخب ديمقراطياً … هذا ليس إرهاباً .
ـ إغلاق جميع قنوات التلفزة وكذلك دور الصحافة والمواقع الألكترونية المعرضة للأنقلاب ومؤيدة للشرعية وإعتقال الأعلاميين والصحفيين العاملين فيها لإخفاء الحقيقة عن الشعب المصري والعالم … هذا ليس إرهاباً .
ـ إعتداء الجيش والشرطة على المدنيين المعتصمين سلميا تأييداً للشرعية وارتكاب المجازر بحقهم في القاهرة والأسكندرية والعريش والمنصورة وشبرا والجيزه وغيرها من المحافظات وقتل الحرائر المصريات … هذا ليس إرهاباً .
ـ ان يتعامل الجيش والشرطة التظاهرات والأعتصامات في الميادين بمعيارين الحماية والرعاية ومد العون والمساعدة لمؤيدي الأنقلاب في ميدان التحرير ، وعدم الحماية والأهتمام في الميادين الأخرى المعارضة للأنقلاب والمؤيدين للشرعية إلا بإلقاء المنشورات بالتهديد والوعيد وإطلاق يد البلطجية للقتل والتهويل … هذا ليس إرهاباً .
ـ أن يكون سقوط جميع القتلى والجرحى في الميادين والشوارع من المسيرات والأعتصامات المؤيدة للشرعية رغم إعلانهم ان هذه المسيرات والأعتصامات سلمية ولن يقاوموا حتى لو تم الأعتداء عليهم … هذا ليس إرهاباً .
ـ نزول الآليات والمدرعات العسكرية الى الشوارع والميادين لترويع المعتصمين تأييداً للشرعية وحماية المؤيدين للأنقلاب … هذا ليس إرهاباً .
ـ مطالبة الفريق السيسي المؤيدين له وللأنقلاب متزامناً مع بث الأخبار الملفقة والمؤيدة له وحجب المعارضه بالنزول الى ميدان التحرير هي دعوة صريحة لإنقسام الشعب المصري الواحد الى شعبين معارض و مؤيد في الأتجاهين … هذا ليس إرهاباً .
ولكن ربما يكون طلب السيسي من الشعب بمنحه التفويض لمحاربة الأرهاب هو قمة الأرهاب ، فهو لم يعلن للشعب ماهو هذا الأرهاب ، فاذا كانت الأعتصامات المطالبة بعودة الشرعية والرئيس المنتخب عملاً إرهابياً فنحن نضرع الى الله العلي القدير ان يجنب مصر وشعبها الأنقسام وان يحمي مصر وشعبها من كل المؤامرات والفتن الخبيثه .
Email;shareefshareef433@yahoo.com