قصر الكلام
قصُر الكلام
د. مراد الكلالدة
اما وقد صدر قرار إضافة ضريبة خاصة على ضريبة مبيعات بطاقات الشحن الخلوية ليصبح المجموع ربع ثمن البطاقة، فإني أدعو الناس لإختصار الحديث على الهاتف لتقصير مدة المكالمة. وإذا ما قمنا بتحليل إجزاء الكالمة الهاتفية نجدها تنقسم الى ثلاثة أقسام هي: التحية والموضوع والخاتمة … فلا بد لنا ان نثبت للقيادة بأننا مواطنين منتمين وقلبنا على الوطن وأن نغير من عادتنا ولنبدأ بالمكالمة الهاتفية فأين مجال الإختزال يا ترى؟
بدلاً من إستهلال المكالمة بكلمة مرحباً (5) حروف، يمكن الإستعاضة عنها ب هلا (حرفين). وبدلاً من السؤال: شلونك (5) حروف، يمكن القول: كيفك (4) حروف، وبهذا نكون إنتهينا من التحية ولندخل بالموضوع وهو حوار بين مدير مكتب ومهندس موقع يسأل فيه عن سير العمل.
المدير: هلا … كيفك؟
المهندس: عال (3) حروف.
وينتقل المدير إلى الموضوع: كيف الشغل (8) حروف، وليس باستطاتي إختزالها أكثر من هيك أعذرني يا دولة الرئيس.
المهندس: عال بس الحفر ناقص.
المدير: زيدو.
المهندس: والطوبار هابط.
المدير: أرفعو.
المهندس: والحديد مصدي.
المدير: نظفو.
المهندس: والدبش كبير.
المدير: كسرو.
المهندس: الباطون راسب.
المدير: شيلو
وتنتهي المكالمة بين المدير والمهندس بالخاتمة حيث يقول المتصل: سلام (3) حروف، ويرد المُتصل به: سلام.
والآن عنجد … قد يظن البعض بأن الحديث بالخلوي هو ثرثرة وهذا تفكير سطحي لأن التواصل بالهاتف يزيد من الإنتاجية من خلال توسيع آفاق العمل ويقلل من إحتمالية الوقوع في الخطأ عن طريق التنسيق بين أطراف العملية الإنتاجية، ويزيد من التواصل الاجتماعي (متابعة الأبناء والأقارب) ويقلل من إستهلاك الوقود وإستهلاك البنية التحتية (السؤال عوضاً عن الزيارة) كما انه يطفيء نار العشاق بدلاً من الولع والإكتئاب، ويخفض نسبة الجريمة … هذه بعض الحقائق التي كان لا بد من أن يعرفها النسور وفريقه قبل رفع الضريبة على بطاقات الشحن الهاتفية لأن الوضع الجديد سيؤدي الى إنكماش السوق وهذا تصرف إقتصادي أحمق من حكومة ليس لديها قدرة على تحريك العملية التنموية فتلجأ إلى الطريقة الأسهل وهي الضريبة الخاصة لأنها متعاجزة عن فرضها بقانون كما ينص الدستور لأن في ذلك تعب ومشقة وخاصة في رمضان.