لك ِ الله يا جامعة الزيتونة
كثر في الآونة الأخيرة الحديث حول جامعة الزيتونة وما يحصل بها ، التي هيا بريئة مما ينسب إليها من اتهامات التي يوجهها البعض إلى أصحاب الجامعة وإدارتها وكافة الكوادر العاملة بها ، غير مدركين الأسباب الحقيقة لما يحدث ولا يعلمون ما تحاول من اجله الجامعة ليلاً ونهارا ً من إعلاء اسم جامعة الزيتونة أدبيا وعلميا ، ويأتي البعض دون مقدمات ويرسل كلامه كالسكاكين متجاهلا الجميع ، ويتناسى أن هنالك اسما ً للجامعة برز منذ عام 1993 بملاكه وكوادره العلمية والقائمين على حراستها والاتجاه بها نحو الأفضل .
بداية الحديث : يجب على الذي ينقل الصورة أن ينقلها بشفافية وموضوعية ودقة ، في بادئ الأمر جامعة الزيتونة كباقي الجامعات الأردنية هدفها وشعارها السعي نحو الأفضل والتوجه نحو تعليم أكاديمي فوق المستوى بأفضل الأساتذة وتخريج أفواج من الطلاب قادرين على حمل المسؤولية التي تنسب في الأخير إلى الجامعة التي تخرجوا منها ،شاهدنا ماذا يحصل في الجامعات الأردنية في الآونة الأخيرة وخصوصا جامعة الزيتونة التي يطغى عليها الوجود العشائري الكثيف لبعض القبائل الأردنية الكبيرة ، فيحدث أن يحصل شجارا بين بعض الأفراد على أسباب يخجل المرء من أن يذكرها وتتحول إلى ملحمة قتالية وتتطور إلى تدخل الإفراد من فوق سن الثلاثين من خارج الجامعة ، فهنا يأتي دور جامعة الزيتونة التي تتعامل مع هذه المواضيع بشكل حازم من حيث تخفيف التوتر بين الطلاب التي لا تتجاوز أعمارهم الثانية والعشرون أي ما دون سن الرشد والتي هي اقرب إلى سن المراهقة فتتخذ جامعة الزيتونة الإجراء اللازم من الصلح إلى فصل متسببي المشاكل حتى يكون عبرة لغيره إلى الكوادر الأمنية المتواجدة والتي تعاني وتصاب أحيانا بفعل ما يحدث ، وسؤالي هنا كيف يسمح الطلاب وكيف يسمح الأهالي الذين يشدون على أياديهم بشعاراتهم ” خذ حقك ” أأنتم ترسلونهم إلى التعليم أم إلى تعلم أساليب القتال ولا اظلم الجميع ولكن هنالك نسبة لا يستخف بها ، هنا يأتي دور الإعلام فيهاجم أصحاب الجامعة في المقام الأول وإدارة الجامعة ويجعلون منها قضية رأي عام ويوجهون أصابع الاتهام إلى أناس لا يعلمون ما حدث بين مهاترات بين مراهقين ، العجب كل العجب وأنا هنا أتكلم بالحق ما ذنب أناس لم يفتعلوا شيء مما ينسب إليهم ؟! فترى الإعلام قد جعلهم كبش الفداء لما يحصل من طيش بين طلاب لا زالوا يتقاضون مصاريفهم اليومية من أهاليهم .
وهنالك من يناشدون وزارة التعليم العالي بإغلاق جامعة الزيتونة ، وهنا سوف أوجه خطاب قاسي محايد : كيف يقع في قلب وعقل إنسان مدرك لحقائق الأمور أن يطالب بهكذا مطلب ، ألا يوجد حل آخر غير المطالبة بإغلاق صرح علمي امتد على مدى 20 عام ، وما ذنب أصاحب وإدارة وأساتذة وموظفي الجامعة بأن تقطع أرزاقهم بذنب لم يقترفوه ، هنالك حلول تأتي في المقام الأول من الدور التربوي والأسري فكيف يسمح ولي الأمر بان يذهب ابنه حاملا سلاح أو ذاهب إلى أن يفتعل وان يخرب الممتلكات العامة ، وأين دور الإعلام في تخفيف التوتر الذي يحصل في جامعاتنا ، وأين دور رجال الأمن العام الذي يتوجب عليهم التواجد الدائم للخلاص من هذه الظاهرة .
وهنا نسلط الضوء أيضا على مالك الجامعة الحاج علي القرم صاحب اليد البيضاء التي تعطف على الفقير والمحتاج وعلى طالب العلم في المقام الأول فلا يعلم الإعلام ولا اغلب الناس بأنه يعفي من لا يستطيعون الدراسة وتحمل تكاليفها من نصف أو ثلث أو ربع وأحيانا كامل المصاريف ، وهو صاحب المعونات في شهر رمضان وصاحب الطرود الخيرية وآخرها حقائب المدرسة التي وزعت ممتلئة بجميع مستلزمات الدراسة على نفقته الشخصية إلى طلاب المدارس ، ولو وددنا أن نحصي ما يقدم بيمينه ويخفي عن شماله لتطرقنا إلى مساعداته التي لا تنتهي إلى الناس وكل شخص يقابله ويطالبه بشيء لا يرده خائبا بل يلبي طلبه بأن يرسلهم إلى جامعته أو إي مكان يستلزم الخدمة . وقد جلست مع احد الأشخاص الذي التقى بهم الحاج علي في صلاة الجمعة في مسجد علي بن أبي طالب في جامعة الزيتونة وقد تفاجئوا بوجودهم بجانبهم يؤدي صلاة الجمعة وعند انتهاء الصلاة وجدوا هؤلاء الجامعة أن يغتنموا فرصة وجوده وقد تبدد من مخيلاتهم أن ملاقاته صعبة فتقدموا إليه بطلبهم ولبى طلبهم .
من ناحية آخري يتطرق البعض إلى التدخل في السياسة موجها أصابع الاتهام إلى الحاج على القرم بأنه يدخل في تعيينات الوزراء وما شابه ذلك ، وسوف يتوجهون في وقت قريب في المستقبل بأمر آخر مشابه ولكن من يوجه أصابع الاتهام انفي وجود البرلمان الأردني ومؤسسات الدولة بكافة أقطابها برغم الفساد الموجود ، ولو فرضنا أن ما يقال صحيح أن الأدلة والبراهين على ما ذكر ؟! وهنالك دليلا آخر لماذا لم يسعى الحاج علي القرم لأن يدرج اسمه ضمن أسماء الوزراء ويصبح هو نفسه وزيرا ً أو رئيس حكومة فالذي يستطيع تعيين الوزراء لا يصعب عليه وضع نفسه في مكان أعلى مما يعين ؟! وإضافة على ذلك هذه سياسة لها أبعاد ولها منعطفات خطرة يجب عدم التوغل بها وإشعالها لأنها لا تصب بمصلحة من يطالب بها
أوجه خطابي إلى الذين يملكون وقت فراغ كبير ويملكون قلم خالي من الصدق والمروءة دعكم من هذا الخراب وحاولوا أن تبنوا لا أن تهدموا .
واختم قولي بذكر الله عز وجل : ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِين