في السنوات الأخيرة تقزم دور جامعة الدول العربية في الشجب والإستنكار والإدانة مثلها مثل دولة بوركينا فاسو، ولعل البطولة العربية للإتحاد العربي لكرة القدم هو آخر ما تبقى من نشاطات يذكرنا بها أنها ما زالت حية وإن كانت في حالة موت سريري في غرفة الإنعاش ، قمة التردي فشل الجامعة العربية طيلة العقود الماضية كمؤسسة للعمل العربي المشترك في منع الإقتتال العربي العربي، والغزو الأجنبي، ووقف نزيف الدم العربي، وفشل مشاريع التنمية والتكامل الإقتصادي العربي، حتى انها أصبحت أحياناً غير قادرة على تحقيق النصاب لإجتماع وزراء الخارجية العرب لإدانة الصلف والغرور الإسرائيلي ولو على مبدأ ذَر الرماد في العيون ، الشئ الوحيد الذي بقي يتسلى به موظفوها لتبرير رواتبهم والشعرة الرفيعة التي بقيت تربط العرب مع بعضهم البعض هو بطولة الإتحاد العربي لكرة القدم رغم ما ينخرها من فساد ومحسوبيات وخواطر، وللاسف فشلوا حتى في تنظيم بطولة كروية عربية نظيفة وجد العرب فيها الامل في التقارب مع أنفسهم، اليوم بعد أحداث الإسكندرية الرياضية وقرار الإتحاد العربي إستبعاد النادي الفيصلي من البطولة العربية لخمس سنوات اعتقد انه آن الأوان للأردن الدعوة بإتجاه إيجاد صيغة لمؤسسة عربية، تجمع بين ما بقي من عرب، وكدولة مؤسسة للجامعة العربية الضغط لإلغائها بعد ان فقدت مبرر وجودها، ونعيها بعد إعلان موتها وتشييعها ودفنها في الإسكندرية مسقط رأسها .
د. عصام الغزاوي.