الفتنة المذهبية في مصر
الفتنة المذهبية في مصر
بعد سقوط الرئيس العراقى صدام حسين ـ، كان المخطط الأمريكى الصهيونى، هو إشعال نار الفتنة بين الشيعة والسنة، وتم نجاح هذا المخطط ببراعة فائقة على يد النظام الجديد الذى اختارته أمريكا، واقتتل الشعب العراقى، وشهدت الشوارع مذابح كثيرة لا تعد ولا تحصى، ومازالت الفتنة الطائفية قائمة حتى الآن وكذلك الحال فى سوريا ومازالت الأزمة السورية عالقة وتفتت الشعب السورى بشكل خطير.. بدأت الأصابع الصهيونية تلعب بحق وحقيق فى مصر , ولأول مرة فى تاريخ مصر يحدث فى الشوارع مذبحة علنية، لدرجة أن الصور التى التقطتها عدسة الصحف كانت صورة كربونية من الصور التى ألفناها مع الأسف الشديد فى العراق وسوريا.
فى مصر تم الهجوم على الشيعة وتم قتل أربعة منهم، والتمثيل بجثثهم بشكل يدعو إلى الأسى والحسرة، وبطريقة لم تألفها مصر من ذى قبل شهدت مصر ليلة حزن شديدة، ليس على مقتل أربعة أشخاص فحسب،وإنما بدء خطر يداهم البلاد وهو تحويل صراع سنى ـ شيعى إلى بوادر فتنة خطيرة تظهر فى مصر.. هى فعلاً بوادر كارثة تلحق بالبلاد على يد جماعة التى أشعلت الفتن فى المجتمع المصرى وحولته إلى شيع وفرق متناحرة.. سياسة الفشل فى إدارة الدولة تسببت فى تقسيم المجتمع، ليس سياسياً وحسب وإنما إلى تقسيم مذهبى وهذه هى الطامة الكبرى التى يريد المخطط الأمريكى ـ الصهيونى أن ينال مصر من خلالها..
المشكلة الرئيسية فى هذه الكارثة، أن أطراف النزاع يشعلون الموقف ويؤججون الأزمة من خلال فضائيات تخصصت لكل طائفة وكل مذهب، والكل يتصارع بتكفير الآخر والنيل منه بشكل تزداد وتيرته بشكل مخيف ومريع، ففضائيات السنة تكفر الشيعة وتصفهم بالهالكين، وفضائيات الشيعة تصف السنة بالمكذبين والخارجين على الملة وهكذا تزداد حدة الصراع المذهبى، وهذه هى الكارثة بعينها التى تم ترجمتها على أرض الواقع بالمذبحة التى حدثت بقرية أبومسلم، وبدأت ـ مصيبة المذهبية تطل برأسها على المجتمع المصرى، وهذا هو الخطر الحقيقى، ولا مجال هنا مَنْ الصح ومَنْ الخطأ، والكل تخلى عن مبدأ الدين لله والوطن للجميع.. ونجحت السياسة الأمريكية ـ الصهيونية فى تنفيذ أول مخططاتها الكارثية فى مصر، بفضل إدارة حكم فاشلة على يد جماعة الإخوان التى شغلت نفسها فقط بسياسة التمكين والسيطرة على مفاصل الدولة، وتركت البلاد تخرب والعباد يتناحرون.. ولا أعرف ماذا يحكمون بعد هذه الكارثة..
والذى نعرفه أنه يتم عرض مؤسسة خربة على مسئول يتولى إدارتها يرفض وبشدة خوفاً من أن يغرق فى مشاكل هذه المؤسسة، وتصر جماعة الإخوان على حكم مصر، وهى ليست كأى دولة إنما هى قلب العروبة النابض، وأوصلت البلاد إلى هذه الحالة من التردى الشديد على كل الأصعدة السياسية والاقتصادية والأمنية والاجتماعية.. وتحول الشعب بأكمله إلى ثائر متمرد ضد سياسة الفشل الذى لاحق كل مؤسسات الدولة، وازداد الفقير فقراً والجوعى إلى صرعى وبدأ اقتتال الناس فى واحدة من أكثر المصائب والآفات التى تصيب أى بلد وهى آفة المذهبية والطائفية.
لكن المجال مازال قائماً لوأد هذه الفتنة فى مهدها، والباقىأيام معدودات على رحيل الجماعة إلى غير رجعة، لتعودإلى مصر مكانتها التى ضيعتها «الجماعة» وتسببت فى كل هذه الكوارث التى لاحقت البلاد والعباد.. إن يوم 30 يونية ليس ببعيد، يوم يزأر الشعب لكرامته وحقوقه المهدرة، وطلب العيش بكرامة وعدالة اجتماعية وحرية.. ومصر محروسة بإذن الله،
الكاتب جما ل ايوب