” إنما يخشى الله من عباده العلماء “
هل إنتهت الدعشنة الدينية وبدأت الدعشنة العلمانية ؟؟؟ كلام الله ليس بحاجة لبرهان أوإثبات بكلام من البشر وبالتالي ما يقوم به بعض العلماء لإثبات الإعجاز العلمي في القرآن ليس من صلب العقيدة وهو إجتهاد شخصي قد يصيب صاحبه وقد يخطئ، والمؤسف أن كل من يكتب في هذا المجال يستشهد بنظريات وعلوم ليس للعرب أية يد في إكتشافها أو السبق في سبر غورها وينطبق ذلك على الداعية الإسلامي الدكتور زغلول النجار، أحد مؤسسي الهيئة العالمية للإعجاز العلمي في القرآن والسنة، أتفهم ان يحصل أحياناً خلاف نقابي قد يتعدى الألفاظ بسبب فكر سياسي أو لمنافسة إنتخابية أو حتى أحياناً في نقاش عقائدي، لكنه يبقى في كافة الأحوال محصوراً ضمن الأطر القانونية والسلوك الحضاري وبدون الإساءة العلنية ، قد يكون ما جرى في مجمع النقابات تصفية حسابات انتخابية نقابية إستغلها آخرون لأظهار بروز نهج جديد متطرف لا يخجل من إظهار إلحاده ورفضه للأديان تحت مسميات مختلفة، نهج طارئ ينتهج التطرّف والدعشنه المنافية لقيم المجتمع الاردني المتسامح وعاداته وتقاليده، ان السماح بظهور وتمدد هذا الفكر الدخيل على نمط تفكيرنا وحياتنا وعقيدتنا كشعب أردني بكل معتقداته وطوائفه يشكل خطراً كبيراً على الأمن والسلم المجتمعي وعلى تلاحم النسيج الوطني، ويثير الفتنة والفوضى والإنفلات، ويجر المجتمع الاردني لمسلسل من العنف والعنف المضاد، وهذا بحد ذاته موجب لتدخل الدولة قبل الوصول لمرحلة الصدام، الأردن وبفضل وسطية النظام الهاشمي تعيش كافة طوائفه بطمأنينة وسلام، وبفضل ديموقراطية النظام أصبح العمل السياسي متاحاً تحت مظلة القانون، لكن هل الديموقراطية تسمح لهؤلاء الملحدين بتهديد الأمن والسلم المجتمعي وممارسة نشاطاتهم علناً من خلال مواقع معروفة على صفحات التواصل الإجتماعي يتباهون فيها بمحاربة الدين والتحريض على العلماء ويعتبرون كل من يعارض فكرهم (التنويري) رجعي وداعشي !! إن هذه التصرفات الغير مسؤولة ومعظمها ممولة ومدفوعة من الخارج ستعمل على إستثارة التيارات المحافظة والمتطرفة المخالفة لفكرهم لمقاومتهم بنفس الأسلوب لا بل قد يكون أكثر عنفاً بإعتبارهم (مرتدين) عن الدين ومفسدين في الأرض، وعندها سيدخل البلد في دوامة العنف والعنف المضاد لَه، كان بإمكان كل من إعتبر المحاضرة والمحاضر والقائمين عليها رجعيين وأفكارهم وآرائهم لا تتوافق مع أفكارهم وآرائهم تجنب حضورها، أو من حضرها ولم يعجبه الطرح ان ينسحب ، ولا داعي للإستفزاز والتعدي على الحريات وشتم الضيف وإثارة الفوضى التي كادت تؤدي الى الصدام، وأسأل هؤلاء التنويريين والملحدين ، دولة العدو الصهيوني قائمة على اساس ديني تلمودي، هل يستطيع اصدقائكم التنويريين والملحدين الإسرائيليين شتم وتحقير الدين أو رجال الدين اليهودي ؟ طبعاً لا يستطيعون وكلي ثقة ان ما تقومون به من تهجم على الدين ورموزه ما هي إلا وسيلة للشهرة ولأسباب نفسية وطريقة لكسب التمويل الخارجي، وأخشى أنكم تلعبون بالنار وتغذون التطرّف وتضعون أنوفكم في عِش الدبابير، حمى الله الاردن من شروركم، أما الدين فإن الله له خير الحافظ والمنتقم .
د. عصام الغزاوي.