هدية العيد
يقترب العيد منا وننتظر من جديد هدية العيد مثلما كنا نفعل فيما مضى، فما هي الهدية التي نتمنى ؟
سؤال بحثت عن إجابته بين ثنايا حلم كل منا للاستقرار والشعور بالأمان والراحة من عناء الركض وراء لقمة العيش وسائر الأمنيات العامة الأخرى والتي تتراوح بين الهم الوطني والعربي والدولي وبين أمنيات خاصة التقطتها من فئات اجتماعية مختلفة تراوحت بين أبسط مطلب تمثل في وسيلة ممكنة لتحديد علاقة الأطفال بالأجهزة التكنولوجية خصوصا مع العطلة الصيفية ،وكذلك احترام ذوق المشاهد في المسلسلات والبرامج على القنوات الفضائية وحتى الاستغناء عنها تماما والراحة من تلك الألفاظ والمشاهد والقيم الهابطة التي تبثها وتلقى رواجا لدى فئات كبيرة من مجتمعاتنا .
إنها ليست مكافحة الثقافة والتطور ولكنها صحوة أخلاقية وهدية عيد بكل معنى الكلمة؛ فبدل إرسال رسالة نصية أو وضع تعليق على صفحات التواصل الاجتماعي ، لا بد من تبادل التهنئة بالعيد وجها لوجه واعتبار ذلك هدية خاصة ومفاجأة طيبة خلال العيد لتبادل الفرح الحقيقي والتواصل الاجتماعي الوثيق .
العيد سنة مؤكدة لتبادل الأجر من عبادة شهر رمضان ووسيلة لانتظار هدية غالية بتفقد قريب خلال فترة العيد وصلة الرحم الواجب إتمامها في العيد وكل وقت ليتغير الحال وتتحسن الأحوال؛ قطع صلة الرحم قطع صلتنا مع الرحمة والشعور مع الأقارب والقرب منهم وتلك هدية ننتظرها في كل عيد على وجه الخصوص والأمل والرجاء .
مهما تنوعت الهدايا المطلوبة في العيد، تبقى أمنيات متكررة ومنها: منع الألعاب النارية تلك التي توقف القلوب عن النبض لفترة قصيرة وتخيف الجميع ما عدا من يستوردها ويهربها وينشرها في جميع المناطق والمساحات حتى أنها وصلت بضجيجها وضررها المساجد.
هدية العيد للموظف والمواطن البسيط، القدرة على إيفاء متطلبات العيد بهدوء ويسر والنظر إلى ما بعد العيد من متطلبات أخرى والوصول إلى مرحلة لا ترهقه أبدا متطلبات الحياة اليومية والعيش برغد وراحة واستقرار.
هدية العيد للام والأب الاطمئنان بان الجميع ينعم بالسعادة والتوفيق والرضى والقناعة والاستفادة من دروس الحياة وتبادل الاحترام والتقدير لأفراد الأسرة والحرص على التفافهم حول بعضهم البعض بصلة وثيقة .
هدية العيد وسيلة مناسبة للبحث عن الفرح العفوي ورسم بسمة من القلب على وجه من وجوه الخير والبركة في مجتمعنا والتفكير الحقيقي في «شطب « عادات سيئة نمارسها أثناء العيد وهي كثيرة فهل نعد قائمة تشمل ما يمكن «شطبه «ولو واحدة كل عام ؟
هدية العيد سؤال يتجدد : بماذا نحلم في العيد ، وهل نحصل على ما نريد ؟ ..كنا فيما مضى نعرف الإجابة !
م. فواز الحموري