حكاية رمضانية
لم يكن يتوقع خطيب الجمعة المتبرع المهندس هشام خريسات ان خطبة الجمعة الأولى من رمضان المبارك التي ألقاها في مسجد الفيحاء في الشميساني عن واقع ومعاناة سبع اسر أردنية جرفت السيول منازلها وأتت عليها في منطقة “غور الصافي” محافظة الكرك قبل عامين وتعيش منذ ذلك الوقت في كرفانات اللاجئين في ظروف معيشية شديدة القسوة ستكون محركاً لمسحة حنان هاشمية ستعيد الحياة لأجساد استباحها البرد شتاء، والحر صيفاً في بقعة يزيد قيضها صيفاً عن (48) درجة مئوية .. كما لم يكن يدر بخلد أفراد هذه الأسر البالغ عددهم 56 فرداً أن خطبة الجمعة في مسجد الفيحاء ستكون سبباً في بزوغ فجر جديد عليهم ينهي معاناتهم . فقد تلقى مساء يوم الأحد المهندس هشام إتصالاً هاتفياً من الديوان الملكي يبلغه أنه بعد ان تناهى لمسامع جلالة الملك الإنسان عبدالله الثاني إبن الحسين فحوى الخطبة التي القاها ووقف على تفاصيلها مع الجهات المعنية قام جلالته بالإيعاز ببناء مساكن نموذجية لتلك الأسر وتأثيثها في أسرع وقت ممكن ، مساكن تنهي معاناتهم وتحفظ لهم كرامتهم وإنسانيتهم … الشكر لله عز وجل اولاً ثم لجلالة سيدنا سدد الله على طريق الخير خطاه ثم للمهندس هشام الذي إستطاع ان يوظف خطبة الجمعة منبراً لطرح قضايا مجتمعية بعيداً عن السآمة في مواضيع مملة ومتكررة لا توقظ نائماً ولا تهدي تائهاً وتنفر السامعين رغم أن وزارة الأوقاف كانت قد أوقفته عن الخطابة قبل ان يعود مجدداً إليها بناء على مطالبات الأهالي، وأخيراً للجنود المجهولين المخلصين الذين نقلوا الأمر لصاحب الأمر ..
د. عصام الغزاوي.