الرحيل …. الطريق الوحيد أمام أردوغان
الرحيل …. الطريق الوحيد أمام أردوغان
بقلم : ماجد العطي
التجربة ألاردوغانية في طريقها للانهيار بعدما اتخذ السلطان الجديد العديد من السياسات الخاطئة , التي انعكست سلبيا على الوضع الداخلي والخارجي لتركيا فجعل منها قاعدة للجهاديين المتطرفين المدعومين من الغرب وفتح لهم الباب على مصراعيه وجعل منها ساحة لكل أجهزة المخابرات العالمية , الأمر الذي جعل من تركيا ساحة تدريب وقواعد انطلاق لعملياتهم الإجرامية ضد دول الجوار , والذي عكس حالة من عدم الاستقرار الأمني في الداخل التركي ومحيطه وكما شاهدنا في منطقة الريحانية والتفجيرات التي أودت بحياة العديد من المواطنين الأبرياء فهناك انفلات امني حقيقي وأسلحة بين أيدي الكثيرين قد وصلت وحتى المحرمة منها دوليا كما كشفته الأجهزة الأمنية التركية واعتقالها لعناصر من القاعدة وبحوزتهم كيلوغرامين من غاز السارين , فان تدهور الأوضاع أدخل المواطن التركي في حالة إرباك وخوف على مستقبله ومستقبل بلاده واعتبر أن استمرار وبقاء أردوغان في الحكم يعني نهاية لدولتهم ومما زاد الطين بله في سياساته الداخلية التي لم تلقى ترحيبا بين مختلف فئات الشعب واعتبرت مجحفة بحقهم لمحاولاته الدءوبة لفرض السيطرة عليهم بالقوة الأمنية التي شكلها لحماية نظامه وانقضاضه على حرية المواطنين , لكن الشعب التركي الذي انتزع في السابق بعض من حقوقه المدنية لن يتخلى عنها كما توهم حتى وان دفع دمائه ثمنا لحريته ولن يرضخ لقرارات صدرت عن نظام أردوغان , فهم يطمحون بخطوة للأمام لا أن يعودوا بخطوات للوراء, وان كانت ديمقراطيتهم السابقة لم ترقى بالمستوى المطلوب إلا أنها لم تقيد حريتهم في التعبير كما فعل أردوغان باعتقال الصحفيين والسياسيين واضطهاد كل من يخالفه الرأي , فمن هنا جاءت الانتفاضة الشعبة لترفض إعادة عهد الدكتاتورية والسلاطين السابقين كما يطمح أردوغان بتحقيقه , ومع أن تركيا تمر في حالة من الصعود الاقتصادي وهناك تحسن بدا واضحا في الآونة الأخيرة إلا أن الشعب ينظر لحريته واستقراره قبل أن يفكر في أمعائه , لكن غروره الذي اصطدم بالرفض الشعبي وتعنته وإصراره على مواقفه المرفوضة شعبيا وافتضاح أمره في علاقاته الخارجية بأميركا وإسرائيل والتنسيق معهم في حربهم على سوريا والتي حاول أن يخفيها لفترات طويلة لكنها لم تعد تخفى على احد والذي أدى إلى هذا الرفض الشعبي الواسع لسياسته العوجاء مما جعله يتخبط ويتهم أبناء شعبة بالزعران واتهام أيادي خارجية تحركهم , لقد نجح بخباثته تأجيل بدء شرارة الثورة التركية لكنها بدأت ولن تنطفئ , وهو ألان في ظرف ليس كما كان في السابق , يحظى بدعم شعبي , فقد تخلخل جداره وأصبح أيل للسقوط وافتضح أمره حينما اتهم شعبه وهو الذي كان بالأمس القريب ينتقد تصرفات بعض الحكام العرب بقسوتهم في التعامل مع جماهيرهم الغاضبة ويدافع عن حريات الشعوب لكنه لا يدافع عن حرية شعبه فهو ينشدها للشعوب الأخرى فهاهو التاريخ يعيد نفسه فالذي انتقد زملائه العرب بتصرفاتهم يعطي لنفسه المبررات ويفر من وجه شعبه , لكن ذلك لم يثني الشعب التركي بالاستمرار بالمطالبة بإقالته من منصبة ومحاكمته على الضحايا التي سقطت في الاحتجاجات السلمية فهل تحمل الأيام القادمة مفاجئات حبلى بعد أن هبت رياح النار التي أشعلها