الامن الاردني ينحدر
لا اقصد هنا جهاز الامن العام ولكنني اعني الامن الوطني الاردني ولا اريد ان اجامل وساتحدث بصراحة وطنية متناهية لا ابتغي منها الا ديمومة امن هذا الوطن وبقائه شامخا فالامن الوطني الاردني والذي شارك العديد من رجالات هذا الوطن في تشييده وديمومته الى ان وصل الى مستويات متقدمة مقنعة كنا نفاخر بها الجميع بدأ ينزلق مما يهدد بخطر كبير وبمستقبل قاتم ولا احد فينا يستطيع ان ينكر ان صمام الامان للامن الوطني الاردني هما المواطن الاردني وجهاز الامن العام كونه الجهاز الذي ينتشر بين جميع اجزاء هذا الوطن ولا نستطيع ان ننكر ايضا ان جهاز الامن العام وخلال فترة الربيع العربي استطاع ان يتخطى الازمة باقل الخسائر ولا ننكر هنا ايضا اننا مرغمون قد فقدنا قيم امنية عديدة جراء تلك السياسات ولكن بقي لدينا ما نحمد الله عليه في ظل الاخطاء والممارسات الحكومية السلبية المتعاقبة والتي ولولا يقظة وحنكة اجهزتنا الامنية لما كنا موجودون و لاصبحنا كباقي الدول الاخرى التي اجتاحها الطوفان وعندما اتحدث عن فضل جهاز الامن العام فيما وصلنا اليه لا اقصد شخص مدير الامن العام منفردا وانما مجموعة قادة الجهاز بمختلف مستوياتهم لان يدا واحدة يستحيل عليها ان تصفق ومع تغير بوصلة جهاز الامن العام كنا نتمنى على الباشا الجديد ان يحسن الحسن ويجيد الجيد ولا استطيع ان انكر انه قام باتخاذ بعضا من القرارات الصائبة الا ان هنالك بعض القرارات التي اتخذت والتي يشاع انها ستتخذ لم تراعي ديمومة الامن الوطني الاردني فهنالك قادة امنيون موجودون في الجهاز يشهد لهم القاصي والداني بالنزاهة وبالحكمة وبالمحافظة على امن الوطن حتى انني اقشعر بدني عندما شاهدت صورة احد قادة الاقاليم وهو مصاب في جسده من جراء قذفه بجسم صلب اثناء قيامه بواجبه الوطني ولم يزده ذلك الا ايمانا باستمراره بالمحافظة على امن هذا الوطن والتكيف مع واقع الشعب الاردني الحالي حتى ولو كان ذلك على حساب كرامته الشخصية والصحية.
فعندما يشعر هؤلاء القادة انهم مهددون بالاقصاء والاحالة وعندما يتداول الجميع هذه الاخبار في ظل هذه الظروف الصعبة وحينما يقوم التنظيم الغير رسمي للجهاز باتخاذ القرارات التي تخلخل وتزعزع اركان المنظومة الامنية اعتقد هنا ان على مدير الامن العام ان يستيقظ ويعيد البوصلة الى الاتجاه الصحيح بغية المحافظة على امن الشعب والوطن , لقد بات واضحا ان التنظيم الغير رسمي والذي يتعامل مع قادة جهاز الامن العام كاحجار الشطرنج لا يهمه مصلحة الوطن ولا الجهاز ولا المواطن بل هو يتجه نحو التصفية لثأر قديم او خلافات سابقة او يرغب بتحصيل ضريبة نجاح اولئك القادة ويذهب نحو رد الجميل لمن قدم له جميلا وكأننا نعيش في شركة ذات مسؤولية محدودة نتصرف بها كيفما نشاء.
ان خير الخطاؤون التوابون ونتمنى على عطوفة مدير الامن العام ان يعيد النظر في جميع القرارات التي لم تراعي مصلحة الجهاز وان يتوخى الدقة في القرارات القادمة وان يتفاعل ويستشير التنظيم الرسمي لديه وان يجمد جميع عناصر التنظيم الغير رسمي لأن جلالة الملك حمله امانة ثقيلة يصعب على البعض القيام بها .
من مصلحة الشعب والوطن و من مصلحة جلالة الملك ايضا ان لا يكون هنالك خلافات ما بين وزير الداخلية ومدير الامن العام وما بين مدير الامن العام والقادة الشرفاء , ولذلك نحن نتمنى على الباشا ان يستثمر بالقادة اصحاب التاريخ الابيض واصحاب الخبرات الامنية العالية وان لا يفرط بهم وان يفوت الفرصة على اعضاء التنظيم الغير رسمي ممن يجدفون بالجهاز نحواليابسة ليرتطم بالصخور , اعتقد ان الامانة التي حملها مدير الامن العام تملي عليه ضرورة سرعة التصرف واعادة التوجيه وانا على يقين بان اولئك القادة الوطنيون جاهزون للتجديف مع الباشا وكل الشرفاء في جهاز الامن العام جاهزون لتلك الغاية الوطنية النبيلة لذلك يجب علينا ان نقر بان الانماط القيادية القديمة لا يمكن ان تكون صالحة لهذه الحقبة الزمنية ويجب علينا ان نعترف بذلك ونحدث مفاهيم فن منظومة القيادة لدينا بما يحافظ على بوصلة الوطن سليما امنا مطمئنا سائلا العلي القدير ان يحمي الاردن ويحمي شعبه ويلهم مدير الامن العام لما فيه خير الوطن وان يرزقه بطانة وطنية صالحة لا تنشد الا خير الوطن والجهاز انه نعم المولى ونعم النصير.
العميد المتقاعد
بسام روبين