إنهم يئدون البنات
استفزني حد الاشمئزاز ما تم تداوله الأسبوع الماضي عبر وسائل التواصل الأجتماعي، لرجل يجهز طفلة قال أنها ابنته تبلغ من العمر سبع سنوات، لتنفيذ عملية ارهابية في احد احياء مدينة دمشق، ويحثها على الجهاد في سبيل الله بعد ان ابلغها ان الرجال بحسبه “تركوا الجهاد وركبوا الباصات الخضر وخرجوا من حلب”، بمعنى انهم هربوا!
الرجل ظهر في الفيديو الذي تم تداوله مرتديا ثوبا قصيرا، ولحية طويلة، وظهرت بجانبه امرأة قال أنها زوجته، وظهر في المقطع طفلة أخرى لم تبلغ سوى 8 سنوات والتي يبدو أنه كان يعدها لأمر آخر!
الرجل لف طفلته المفترضة بحزام ناسف، وأعدها للتفجير عن بعد، وقادها الى المكان الذي يريد، وطلب منها الدخول لمركز أمني في دمشق وقام بتفجيرها عن بعد، واقنعها أن عملها ذاك هو جهاد في سبيل الله! وهو ما كانت تؤيده زوجته أيضا! وما كانت تقنع به طفلتها وهي تودعها!
الحوار مستفز، الطريقة التي كان يتحدث فيها الرجل مع الطفلة قاسية، والفكر الذي يحمله الرجل في رأسه منحرف، ليس له علاقة بدين ولا بجهاد ولا مقاومة، ولا بحرية، هو ببساطة منحرف فكريا، خارج دينيا، معدوم إنسانيا، كما يظهر الصورة الحقيقية التي يفكر فيها أولئك من شذاذ الافاق، ويكشف المدارس الفكرية الذي ينتمي اليها الرجل، والمذهب الذي نهل منه فكره المغلوط.
سحقا لكم.. سحقا لما تعتقدون.. سحقا لما تفعلون.. فأنتم تشوهون الدين.. تقتلون الطفولة، تزرعون الدم اينما حللتم.. سحقا لما جئتم به من أفكار جاهلية عفا عليها الزمن، سحقا للافكار الشاذة التي تريدون زرعها باطفالنا، سحقا لطفولة تريدون زرع أحلامها برائحة البارود ولون الدم.
سحقا لكم، وأنتم تريدون تلويث أحلامنا، تلويث معتقداتنا وافكارنا الوسطية التي تربينا عليها، والتي اقتنعنا بها والتي عرفنا من خلالها أن مكارم الأخلاق أساس الإنسانية، وأنك لا تهدي من أحببت وانما الله يهدي من يشاء.
يا أنتم… أيها الخوارج الذين لوثتم جدران السكينة، يا أنتم الذين انطلقتم من صحرائكم القاحلة وجئتم الينا تزرعون نار حقدكم في النفوس، وتغمسون في الرأس أفكارا شاذة عن الاسلام، والاسلام منكم براء، الم تفهموا حتى اليوم أن الدين منكم براء، وأنتم شذاذ الافاق تلوثون سماء سكينتنا، تريدون اعادتنا للجاهلية الاولى، تريدون وأد بناتنا، وتفسرون الدين كما يحلو لكم.
يا أنتم كفاكم قتلا، كفاكم أمتهانا للطفولة، كفاكم حرقا للاسرى، أيعقل أن تحرقوا الناس أحياء، فكفاكم تشويها للصورة، كفاكم تحريفا للدين، كفاكم تلويثا لشوارع حواضننا وقرانا ومناطقنا.
يا انتم خذوا فكركم المنحرف وارحلوا عنا، اخرجوا من ثنايا خطابنا، وخذوا معكم كل من يؤمن بافكاركم الشاذة، وكل من يعتقد ان ما تقولونه حق! خذوا حقدكم المذهبي، والطائفي والشوفيني، واخرجوا من بيننا، فنحن كشفناكم، عرفناكم عندما لوثتم فرح عمان وعندما استحللتم دماء شهدائنا في الكرك والركبان.
يا أنتم لن تستطيعوا وقف قرع أجراس الكنائس في بيت لحم والناصرة والقدس، والكرك وعمان واربد ومادبا والسلط، والفحيص، ودمشق وحلب.. لن تقنعونا بما جئتم به من افكار شاذة، لن نسمح لكم باعادتنا لعصر وأد البنات في الجاهلية، لن نقتنع منكم بأن مكان المرأة البيت وحرام عليها الخروج منه!
يا انتم .. لسنا منكم في شيء، فعودوا الى صحرائكم التي جئتم منها، عودوا الى قمقمكم الذي خرجتم منه، ففكركم بات مكشوفا، ومراميكم باتت معلومة، وانحرافكم بات واضحا، وخروجكم عن الحق ظهر وانكشف، وسنبقى وسطيي الفكر والمعتقد، سنبقى نقاوم انحرافكم وفكركم، وسنبقى نقول رغم انفكم لشركائنا في الوطن كل عام وانتم بالف خير، وميلادا مجيدا وعيدا سعيدا، فهل سمعتم!
جهاد منسي