الملك … والكرك
وكالة الناس – علي الردايدة – لم يمر بالأردن من قبل مثل هذا التحدي الأمني الخطير الذي تواجهه في هذه الأيام ، والآن يواجه الأردن، الأمن والجيش والشرطة والشعب تحديات أخرى جديدة فرضت نفسها فجأة على الأردن ، في عالم مختلف انقلبت فيه الموازين والأهداف والأدوات والخرائط الاقليميه والعالمية .
وما حدث في الكرك هذه المدينة العظيمة التي صمدت منذ عصور التاريخ القديمة ثبت أن الكرك عصيه على من يريد أن يلحق بها شر ، وثبت أيضا أن الأردن عصي وقوي على من يريد به شر أو أذى أو تخريب وسيذكر التاريخ بكل الفخر والاعتزاز بطولات وتضحيات رجال الأمن العام ورجال الدرك النشامى، ودورهم ومواجهتهم الإرهاب ومكافحة الجريمة بجميع أشكالها والتحدي لكل من يحاول المساس بأمن الوطن واستقراره ، وزرع جذور الفتنه بين المواطنين.
فرجال الأمن العام والدرك هم أبناء الأردن الأبي القوي بقيادة ملكية وولي عهده الأمين… هؤلاء الرجال الأشاوس، لهم سجل مشرف، فقد قدموا من بينهم الشهداء الذين ضحوا بأرواحهم وهم يتصدون لقوى الإرهاب والشر والتطرف، دفاعا عن أمن واستقرار الأردن وحماية الجبهة الداخلية.
وبالرغم من الحادث الإجرامي الذي حدث في كرك الإباء والصمود ، إلا أن تضحيات رجال الأمن العام وقوات الدرك وكل أجهزة الدولة الأمنية ماضيه من أجل تحقيق الأمن والأمان لمواطننا الأردني، وما حدث في الكرك يؤكد حجم التضحيات التي يبذلونها دفاعا عن الوطن ضد الإرهاب .
إن الأبطال دائما يصنعون التاريخ وهي مقولة جسدت في تلك الواقعة التي حدثت في الكرك ضد الإرهاب ، وهي ليست المعركة الأولى وليست الأخيرة بالطبع، فتلك التضحيات يعجز القلم عن سردها، والثمن غالي الذي دفعه هؤلاء الشهداء الأبطال، سيجعلنا أمام ملحمة تاريخية لأبطال أتوا من وراء أستار التاريخ ليعيدوا لنا قصص أسطوريه عن شباب ورجال دفعوا حياتهم في سبيل حماية الأوطان من أي تدنيس أو إرهاب يهدد أمن الوطن وسلامة أهله.
لقد نسى هؤلاء الأبطال أحلامهم الخاصة وأسرهم وأمنياتهم الشخصية التي عاشوا لتحقيقها لحظة نداء الوطن، لقد تخلوا عن كل أمنياتهم وقدموا حياتهم لنعيش نحن في أمان، لم يهتم أحد منهم بمستقبل أطفاله في حال استشهاده ولم ينتبه أحدهم لنداء زوجة تنتظر عودته فلقد كان نداء الواجب أقوى من كل النداءات .
وإذا استدعت الظروف أن يلبي الأمن العام والدرك نداء الواجب، فإنهم دائما جاهزون إلى جانب الشعب، وفي موقعة الكرك التحم الشعب والأجهزة الأمنية لحماية الوطن، إنها قصة الأردنيون في كل زمان ومكان، التكاتف وقت المحن والشدائد، لا فرق بين الشعب والأمن العام،، والأمن العام والشعب هم يد واحدة، إنها قصة الأردنيون في كل زمان ومكان…. التكاتف وقت المحن والشدائد.
لقد كان لوجود سمو الأمير راشد بن الحسن أثر كبير في رفع معنويات الجنود الأبطال وفي دحر الإرهاب والسيطرة على المواقف في كرك العز والإباء ، وكان الأثر الأكبر هو وجود صاحب الجلالة الهاشمية، جلالة الملك عبد الله بن الحسين وسط جنوده وأبنائه، لكي يتابع سير العمليات ، هذا هو الملك الأب الذي يهب إلى الوقوف بجانب أبنائه، ليقف بنفسه ضد الإرهاب ، ليتصدى لقوى الظلام التي تحاول أن تجعل من الأردن سورية أخرى ،يقف جلالته وسط العمليات بشجاعته المعهودة، غير آبه من الموت (حفظه الله)، يقف مع جيشه وجنوده، يتابع ويوجه بخبراته في الجيش ودرايته وحنكته القتالية، يقف يبث الشجاعة والأمل بأن قوى الإرهاب سوف تهزم.
وفي المرحلة القادمة يجب أن نلتف جميعا حول الأمن العام وكل منتسبي الأمن العام والدرك، لرفع معنوياتهم وتقديرا لجهودهم في ما نتمتع به من أمن وأمان في الأردن، وأننا لا نشك في شجاعتهم ووطنيتهم، وقدراتهم القتاليه.
وواجب كل الأردنيون أن يلتفوا حول القيادة الهاشمية، بقيادة جلالة الملك عبد الله بن الحسين، الذي يثبت كل يوم أنه هو الأب والقائد لشعبه، وأن نكون يدا واحدة، وأن نحترس من المغرضين ومروجي الإشاعات،الذين يحاولون النيل من وحدة وتماسك الأردن ، ويريدون أن يكون الأردن ساحة للإرهاب.
وتحية احترام وإعزاز لكل شهداء الواجب الذين ذهبوا ضحية الإرهاب في الكرك، وفي كل أردننا الحبيب…. وسيظل الشهداء هم زهور هذا الوطن وتحية حب وتقدير للنشامى في الكرك الأبية، أهلنا وإخواننا.
وحمي الله الأردن من أيد الإرهاب والمخربين، وكل تحية لك يا سيدي، فأنت الأخ والأب والملك.