حصاد 2014.. نجوم لن تراها فى سماء رمضان (صور وفيديو)

 شهر رمضان إلى جانب ما فيه من الروحانيات والعادات والطقوس الدينية والاجتماعية، هو موسم خصب ومزدهر للنشاط الفنى وللأعمال الدرامية، يظلّ قادرًا على احتواء الأمرين معًا، فيحضر الفن إلى جانب العبادة، وتحضر الروحانية إلى جانب الاستمتاع بالحياة، ولكن هناك تفاصيل كبيرة ومهمّة تغيب، وربما لا نتوقف أمام غيابها.

فى هذا العام – كغيره من الأعوام – تزدحم شاشات الفضائيات بعشرات الأعمال الفنية والدرامية، التى تمتلئ بالنجوم والنجمات، ولكن بعض الوجوه التى اعتدنا عليها لن تطل علينا فى هذا الموسم، وربما نتعامل مع الأمر كاستراحة اختيارية أقروها لأنفسهم، ولكن الحقيقة أن بعض الوجوه لن تطل علينا ثانية، فقد انطلقت مدافع رحيلهم قبل انطلاق مدافع الإفطار والدراما والفن فى رمضان.
حسين الامام

ملحن وموزع وكاتب أغانٍ وكاتب سيناريو وحوار وممثل ومقدم برامج ومغنٍّ مصرى، هو ابن المخرج الكبير حسن الإمام، وشقيق الموسيقى مودى الإمام، وكان متزوّجًا من الممثلة سحر رامى، ولديه منها ولدان: يوسف وسالم.

قدّم “حسين الإمام” هو وأخوه “مودى” العديد من الألحان والألبومات الغنائية المشتركة، وكوّنا معًا ثنائيًّا غنائيًّا وموسيقيًّا ذاع صيته فى السبعينيات والثمانينيات، حتى وصلت أعمالهما إلى خمسة ألبومات غنائية، إلى جانب تلحين أغنيات بعض الأفلام وتقديم موسيقاها التصويرية، ومنها: كابوريا، استاكوزا، وغيرهما من الأفلام، وقد اقتصر نشاطه فى الفترة الأخيرة على وضع الألحان لبعض الأعمال المسرحية.

رحل الفنان حسين الإمام فى 17 مايو 2014 عن عمر يناهز الـ 63 عامًا، وله فى موسم رمضان المقبل عمل درامي بعنوان “كلام على ورق”، تشاركه فيه الفنانة هيفاء وهبى، والتى انفجرت فى البكاء خلال برنامج “شكلك مش غريب”، عندما علمت بخبر وفاة حسين الإمام.

 
جمال اسماعيل
 ممثل مصرى حاصل ليسانس الآداب قسم التاريخ جامعة عين شمس عام 1957، وحاصل أيضا على بكالوريوس المعهد العالى للفنون المسرحية عام 1956، وقد التحق بعد تخرّجه بالفرق النموذجية للمسرح الشعبى، والتى كانت تابعة لمصلحة الفنون والآداب.

عُيِّن جمال إسماعيل مفتّشًا للمسرح فى محافظة الإسكندرية عام 1958، وقام بإخراج عروض الفرق المدرسية والجامعات وحفلات الشركات، كما قام بالإشراف على تكوين فرقة الفنون بالشعر عام 1961، وذلك قبل أن ينضم إلى فرقة التليفزيون، حيث اشترك فى مسرحية “شىء فى صدرى”، وقدم بعدها مسرحيتى: مهرجان الحب، وممنوع الستات، عام 1963.

توفّى الفنان الكبير جمال إسماعيل فجر الأربعاء 18 ديسمبر 2013، عن عمر يناهز الـ 80 عامًا، وبعد صراع دام 6 أشهر مع مرض القلب، وقد أقيم له عزاء عام فى مسجد “القوات المسلحة” فى القاهرة، حضره كثيرون من الممثلين والشخصيات العامة والسياسيين.

عبد الرحمن آل رشى

ممثل سورى من أصل كردى، قدّم الكثير من الأعمال المهمة فى السينما والمسرح والتلفزيون، وهو عضو مؤسس فى نقابة الفنانين السوريين، وكانت آخر أعماله الفنية – قبل وفاته – المسلسل الشامى “الغربال”.

قدم “آل رشى” العديد من الأعمال السينمائية والتليفزيونية، بالإضافة إلى أوبريت “الضمير العربى”، إلى جانب أعمال صوتية وشعرية تتغنّى بالشام والمقاومة، وعدد من الأغنيات الوطنية التى قدمها بالتعاون مع الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون، حيث كان لرخامة صوته وتميزه دور أساسى فى استقطاب عدد كبير من المعجبين لأعماله فى مجال الإلقاء، وهو ما كان له دور مهم فى نقل صوته إلى الوطن العربى وتعريف الناس به قبل أن يشاهدوا أعماله.

توفّى “آل رشى” فى العاصمة السورية دمشق 12 أبريل 2014، عن عمر يناهز الـ 79 عامًا، وذلك إثر معاناته من مشكلات كبيرة فى الجهاز التنفسى، وذلك خلال استكماله لتصوير مشاهده فى المسلسل الشامى “الغربال”، والذى سيتمّ عرضه فى موسم رمضان المقبل.

سليم كلاس

ممثل سورى ومن الفنانين المؤسسين للدراما السورية، ولد فى العاصمة دمشق، بدأ التمثيل عام 1970، وقدّم خلال مسيرته العديد من الأعمال الفنية المهمة، وذلك بعد أن بدأ حياته كمذيع فى برامج إذاعية وتلفزيونية عددية.

كانت لـ “كلاس” بصمته الواضحة فى التلفزيون السورى والعربى بشكل عام، ودرج على أداء الأدوار التقليدية للرجل الشرقى، وأحيانًا كثيرة دور التاجر السورى المعروف بشطارته التجارية، فضلا عن أدوار الرجل المزواج، كما اشتهر خاصة بتقديمه البارع لشخصيّة “الحلاق” ضمن أعمال البيئة الشامية، مثل: الخوالى، ليالى الصالحية، وأيام شامية.

شارك سليم كلاس فى مجموعة كبيرة جدًّا من الأعمال المسرحية والسينمائية والتلفزيونية، كما شارك فى عدد من الأعمال العربية، وقدّم أدوارًا فى بعض الأفلام المصرية، منها: “شورت وفانلة وكاب” مع أحمد السقا، “أولاد العم” مع كريم عبد العزيز وشريف منير، وقد قدّم فى بداياته أفلامًا سورية مهمة مثل: “هاوى مشاكل”، و”ليل ورجال”، ليتوفّى صباح 2 ديسمبر 2013 بشكل مفاجئ، إثر جلطة أصابته فى بيته بالعاصمة السورية دمشق.

وفيق الزعيم

ممثل سورى ولد فى مدينة حماة، بدأ التمثيل متاخّرًا، وتحديدًا عام 1997، وظهر نجاحه خلال المسلسلات الشامية مثل “باب الحارة”، وقد عمل على مدار حياته الفنية القصيرة فى الدراما التليفزيونية والإذاعية، وذلك منذ بدايته القوية فى منتصف التسعينيات، ليشارك فى مسلسلات: حارة نسيها الزمن، حارة الجورى، حمام القيشانى.

حقق “الزعيم” شهرة واسعة من خلال تجسيده لشخصية أبو حاتم فى الأجزاء الخمسة الأولى من المسلسل السورى الشهير “باب الحارة”، ولكن بسبب ظروف مرضه بالسرطان لم يستطع المشاركة فى تصوير بقية أجزاء المسلسل، وكانت لوفيق الزعيم تجربة وحيدة فى الكتابة للدراما التليفزيونية وهى مسلسل “الزعيم” في عام 2011.

ترك الزعيم خلفه إرثاً فنياً كبيراً فى الإذاعة والدراما والسينما، من خلال فيلمى: الطحالب، وسحاب، بالإضافة إلى العديد من الأعمال المسرحية، منها: المفتش العام، الاستثناء والقاعدة، حكاية زهرة الحفارة، ومصرع عامل، وقد حصل الزعيم على العديد من الجوائز، منها جائزة الدولة التقديرية فى سوريا، وجائزة الإبداع من مهرجان القاهرة السينمائى الدولى، وقد توفى بعد صراع مع مرض السرطان عن عمر يناهز الـ53 عامًا، وكان قد تراجع وضعه الصحى خلال العشرة أيام التى سبقت الوفاة، ما استدعى نقله إلى مستشفى الجامعة الأمريكية فى العاصمة اللبنانية بيروت، وإدخاله غرفة الإنعاش، ليفارق الحياة مساء 15 مارس 2014.

 
أحد أهم شعراء العامية فى مصر، وأحد ثوار الكلمة، واسم بارز فى الفن والشعر العربى، ولقب بـ “الفاجومى” لحدّته ووضوحه وصراحته، وبسبب ذلك تمّ سجنه عدّة مرات، ولد لأم فلاحة أميّة من المنيا “هانم مرسى نجم”، ولأب يعمل ضابط شرطة “محمد عزت نجم”، وكان ضمن سبعة عشر ابنًا لم يتبق منهم سوى خمسة، والسادس فقدته الأسرة ولم يره أحمد.

التحق “نجم”فى طفولته بكتّاب القرية كعادة أهل القرى فى ذلك الزمان، وارتبط اسمه باسم ملحّن ومغنٍّ شهير، هو الشيخ إمام عيسى، حيث تتلازم أشعار نجم مع غناء إمام لتعبر عن روح الاحتجاج الجماهيرى الذي بدأ بعد نكسة 1967، وفى عام 2007 اختارته المجموعة العربية فى صندوق مكافحة الفقر التابع للأم المتحدة سفيرًا للفقراء.

حصل نجم على العديد من الجوائز والتكريمات، فبعد اختيار المجموعة العربية فى صندوق مكافحة الفقر التابع للأم المتحدة له كسفير للفقراء، فاز فى عام 2013 بجائزة الأمير كلاوس “Prince Claus Awards” الهولندية، وهى من أرفع وأرقى الجوائز فى العالم، ولكن وافته المنيّة قبل استلامها بعدّة أيام، كما حصل على المركز الأول فى استفتاء وكالة أنباء الشعر العربى كأشهر وأهم شاعر عربى، وبعد وفاته تمّ منحه وسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى.

توفّى “نجم” يوم الثلاثاء 3 ديسمبر 2013 عن عمر يناهز 84 عامًا، بعد عودته مباشرة من العاصمة الأردنية عمّان، التى أحيى فيها آخر أمسياته الشعرية برفقة فرقة “الحنونة”، وذلك بمناسبة ذكرى اليوم العالمى للتضامن مع الشعب الفلسطينى، وقد تم تشييع الجثمان من مسجد الحسين بمدينة القاهرة، ليغيب بدن نجم وتغيب أشعاره التى كانت تمتعنا فى تترات مسلسلات رمضان.

 
وحيد سيف

 هو ممثل مصرى انضم وهو شاب إلى الفرقة التمثيلية فى محاظة الإسكندرية، ثم حصل على ليسانس الآداب قسم تاريخ، وأثناء دراسته فى الجامعة شارك فى عدّة مسرحيات، أهمها: شكسبير، حسن ومرقص وكوهين، ومع مسرح الريحاني قدم مسرحية “إنهم يدخلون الجنة”، وكانت آخر أعماله الفنية مسلسل “زيزو 900″.

تزوج “سيف” على مدار حياته ثلاث مرات منهن الفنانة ألفت سكر، أنجب خلالها: ناصر وإيمان وإيناس، الممثل أشرف سيف، وقد تألق وحيد سيف فى العمل المسرحى والتلفزيونى، وله عدّة مسرحيات شهيرة أهمها: “دول عصابة يا بابا” مع الفنان محمد نجم، “شارع محمد على” مع فريد شوقى وشريهان، وكانت أدواره تمتاز غالبًا بخفّة الظل الواضحة، حتى أصبح أحد أشهر نجوم الكوميديا فى مصر.

توفّى وحيد سيف فى 19 يناير 2013 عن عمر يناهز 73 عامًا، ليكون رمضان 2014 هو أول مواسم غيابه بدنيًّا وروحيًّا عن عالمنا، ولكنه – كغيره من الفنانين والمبدعين – يظل حاضرًا بأعماله التى أبهجتنا وأمتعتنا.