محمد عسّاف قال للجمهور: «انا اللي عليك مشتاق» فردوا: «علّي الكوفيه علّي ولولح فيها»
أكد محمد عساف أنه مكسب لأي مكان يتواجد فيه. وأكدت ادارة مهرجان جرش ممثلة بالمدير التنفيذي محمد ابو سمّاقة أن اختيارهم لـ»عندليب فلسطين» و»محبوب العرب» كان صائبا، ولم تكن المراهنات كذلك بالنسبة لمشاركته في يوم» الافتتاح»، نظرا لحساسية وطبيعة الاحتفالية التي تسبق انطلاق الفعاليات.
لكن صاحب» علّي الكوفية» كسب الرهان وغنى وتجلّى وابدع ورغم انه «أصغر» مطرب عربي يشارك على «المسرح الجنوبي»،وهنا نتحدث عن «السّنّ»، الا أنه لم يخش المواجهة الاولى لجمهور جرش الذي يحسب له النجوم وكبارهم تحديدا الف حساب.
ولأن الجمهور حضر مبكّرا جدا، بسبب ظروف حفل الافتتاح الذي جرى الساعة السادسة مساء، ولم يكن امام الجمهور الكبير الذي قُدّر ب 17 الف شخص أمّوا المدينة الأثرية العتيقة ،سوى التوجه الى «المسرح الجنوبي» لانتظار المطرب الواعد والصاعد محمد عسّاف.
من هنا ، كان صهيل الجمهور الذي زاد على 3 الاف شخص يملأ الفضاء مناديا على «عسّاف» ظنا منهم ان المطرب سيظهر بمجرد حضور الجمهور، ولا يدرون ان موعدا محددا لكل حفل ولكل مطرب.
الفرقة الموسيقية للمطرب محمد عساف سبقته بساعتين. وقدمت مقطوعات موسيقية مختلفة،وغادرت المسرح، قبل ان تعود في الموعد المحدد وهو التاسعة والنصف، حيث برزت الكوفيات « الاردنية والفلسطينية»،ملتصقة ببعضها وكل وحدها تارة اخرى.
غنى عسّاف اولا «يا دنيا عليّ اشهدي»، وألهب مشاعر المتفرجين والسامعين. والتقى الحزن والرجاء وبخاصة عندما نادى «فلسطين»
قائلا»فلسطين يا أُمّي».
تحية
وللاردن غنى عسّاف من كلمات الشاعر اللبناني نزار فرنسيس «علّوا هالصوت بالعالي»، وحيا جلالة الملك عبد الله الثاني. ومن روائع العملاق الراحل وديع الصافي غنى عساف»قتلوني عيونه السود». سبقها بـ عتابا وميجنا. ومن روائع الفنان محمد عبده غنى عساف»بعاد كنتم والا قريبين».
وتبعها باغنية جوزيف صقر»انا اللي عليك مشتاق». وبعد مطالبات متكررة، حان موعد اغنية» علّي الكوفية»، سبقها عزف منفرد ومجتمع لآلتي القانون والعود.
وما اجمل عبارة» والله يا حروف الوطن زي العقد ع الصدر ما احلاك» التي أجّجت أحاسيس الالاف الذين حضروا واستمتعوا بالمطرب المعبّر عن مشاعرهم الوطنية والقومية. كما غنى عساف»يا طير الطاير» و»فلسطين يا أُمّي»،و»وين ع رام الله» واغنية «ع العين موليتين».
ومن اغنيات وديع الصافي غنى محمد عساف «ياريت». وعن احوال العرب وما تعانيه الامة العربية، استحضر محمد عساف رائعة القيصر كاظم الساهر قصيدة «تذكّر» من كلمات الشاعر كريم العراقي والتي يقول فيها: («تذكر كلما صليت ليلاً/ ملاييناً تلوك الصخر خبزاً/ على جسر الجراح مشت وتمشي/ وتلبس جلدها وتموت عزا/ تذكر قبل أن تغفو على أي وسادة/ أينام الليل من ذبحوا بلاده/ أنا إن مت عزيزا/ إنما موتي ولادة»).
وتجلّى محمد عساف وهو يردد باقي الاغنية: ( «جفت ضمائركم ما هزكم هذا النداء/ رقت له حتى ملائكة السماء/ جفت ضمائركم.. وما جفت دموع الابرياء»).