العرب وأفريقيا وقمـة «مالابـو» !
كان يجب أن يكون الإهتمام العربي بالقمة العربية – الأفريقية، التي إنعقدت في مالابو في غينيا الإستوائية وأنهت أعمالها يوم الأربعاء الماضي، أكثر كثيراً مما كان عليه وذلك مع كل الإحترام والتقدير للقادة وللمسؤولين العرب الذين شاركوا في هذه القمة فأفريقيا غدت هي القارة الواعدة فعلاً بعدما باتت القارات الأخرى مصابة بداء الشيخوخة وأفريقيا من المعروف أنها تشكل المستودع الإحتياطي للطاقة ولكل المواد الضرورية لمستقبل الصناعات الكونية وأنها إن لم تكن قد أصبحت فإنها ستصبح المُستورد الرئيسي لكل ما ستنتجه المصانع الكونية، غذاءً ودواء.. وكل شيء، إذ أن أعداد سكانها وفي كل دولها في تزايد متواصل بينما أعداد سكان القارة الأوروبية في تناقصٍ مرعب ومخيف!!.
ثم وعندما تكون غالبية العرب غالبية أفريقية حيث هناك مصر والجزائر والمغرب وليبيا وتونس والسودان وأيضاً جيبوتي والصومال وموريتانيا فإن المفترض أن تكون القمم الإفريقية، إن بشكل أو بآخر، قمماً عربية فأي قمة من المفترض أن يحضرها العاهل المغربي والرئيس المصري والرئيس الجزائري والرئيس التونسي والرئيس الليبي والرئيس الموريتاني والرئيس الجيبوتي والرئيس الصومالي هي قمة عربية وبخاصة أيضاً عندما تكون معظم بنود جدول أعمالها تتعلق بالعرب وقضاياهم الكثيرة الرئيسية وفي مقدمتها القضية الفلسطينية .
وهكذا فإن المعروف أن هذه القارة بالإمكان إعتبارها قارة إسلامية لأن معظم دولها الرئيسية بالإضافة إلى الدول العربية الآنفة الذكر أكثرية سكانها لا بل أن كل سكانها من المسلمين وهنا فإن المعروف وبخاصة في هذه المرحلة الصاخبة أن القضايا العربية في ضوء ما يجري في العراق واليمن وسوريا وليبيا هي قضايا إفريقية أيضاً كما أن المعروف أنَّ حركات التحرر في هذه القارة السوداء العظيمة كانت ولا تزال حركات شقيقة لحركات التحرر في الوطن العربي كله وفي ما يقع منه في أفريقيا وفي ما يقع منه في آسيا.
الآن هناك إهتمام من قبل العاهل المغربي محمد السادس بالدول الأفريقية وعلى إعتبار أنها تشكل العمق الإستراتيجي للمملكة المغربية والآن هناك عودة مصرية لهذه القارة بعد غياب طويل كانت قد إستغلته إسرائيل لإيجاد موطىء قدم لها في القارة السوداء ولتشوه الصورة العربية في عقول وأذهان أشقائنا الأفارقة الذين يعتبر تاريخهم تاريخنا والذي تمتزج حضارتهم الأفريقية الجميلة والغنية بحضارتنا العربية أولاً من خلال العامل الإسلامي المشترك ثم من خلال التجارة والإنتقال المتبادل.
لقد أهمل العرب في فترات سابقة وبحكم عوامل كثيرة هذه القارة التي تشكل العمق الحقيقي الإقتصادي والثقافي للأمة العربية لكن الآن وقد أصاب القارة الأوروبية كل هذا الإعياء وكل تصلب الشرايين هذا والشيخوخة فإنه علينا أن نتوجه إلى أفريقيا وأنه على العرب الذين يسعون إلى الإستثمار المجدي أن يتجهوا إلى هذه القارة الواسعة والواعدة الجميلة التي تجمعنا بها بالإضافة إلى الدين الإسلامي العظيم وإلى أنها تحتضن الأكثرية العربية عوامل كثيرة كان إكتشفها رسولنا العظيم صلوات الله عليه عندما أوفد أول بعثة كلجوء سياسي إلى الحبشة .
ولهذا فقد كان من الضروري أن يكون الحضور العربي في قمة مالابو في غينيا الإستوائية وبخاصة على مستوى الملوك والقادة والرؤساء أكثر كثيراً مما كان عليه ومع كل الإحترام والتقدير لكل الذين حضروا فالقضايا التي ناقشتها هذه القمة هي قضايا مشتركة عربية – إفريقية ثم وكان يجب توفير كل ما يقنع بعض دول أفريقيا بأن إسرائيل غريبة على هذه القارة التي يشكل العرب إطلالتها على أوروبا عبر البحر الأبيض المتوسط والمحيط الأطلسي أيضاً والتي لا غنى للأمة العربية عنها ولا غنى لها عن الأمة العربية وبخاصة وأن الإسلام العظيم يشكل عاملاً رئيسياً بين الأفارقة والعرب.. والمعروف أنَّ غالبية العرب أفارقة .