0020
moasem
sum
003
004
006
007
008
Bash
Hofa
Diamondd
previous arrow
next arrow

أحـزابنـا الأردنيـة: الحل هو «التيارات»

بعد كل هذه السنوات الطويلة وبعد هذه التجربة الحزبية المحبطة فعلاً أليس من المفترض أن تبادر «أحزابنا» نفسها إلى مراجعة هذه المسيرة المترنحة التي مع الوقت أصابها التآكل والضمور، إنْ لم نقل التلاشي المتدرج، والتحلي بالشجاعة لقول الحقيقة.. والحقيقة أنه لا بد من العودة إلى فكرة التيارات المتعددة: التيار القومي والتيار اليساري والتيار «الوطني» وكل هذه التيارات وطنية لكن هناك خصوصية أن يكون هناك إهتمام داخلي رئيسي والتركيز أولاً على الهوية والبرامج الأردنية.

لقد ثبت أن هذه «الجُعالات» المالية التي خُصِّصت لأحزابنا وفقا لإشتراطات وقوانين ضابطة كان مردودها سيئ للغاية وبحيث أنه أصبحت هناك مسارعة لإنشاء تشكيلات وتنظيمات لا علاقة لها بالحياة الحزبية الصحيحة وهدفها الفعلي هو الحصول على «جعالة» من هذه الجعالات التي يتم «هدرها» من الموازنة الأردنية وعلى حساب أولويات المواطنين الأردنيين وبخاصة في هذه الظروف الصعبة التي تحتاج فيها الدولة حتى إلى القرش الواحد لصرفه على متطلبات المواطن الأردني الضرورية .

الآن هناك خمسة تشكيلات أو تنظيمات أو أحزاب «إسلامية» هي بالإضافة إلى «الجماعة الأم» حزب الوسط الإسلامي و «زمزم» و»جمعية جماعة الإخوان المسلمين» وأخيراً حزب الشراكة والإنقاذ الذي أعلنته مجموعة تحضى بالتقدير والإحترام وحقيقة أنه في ظل هذا التشظي المربك فإنه لا بد من أن تكون هناك خطوة فعلية وجدية ليكون هناك تيار إسلامي واحد تجمع فروعه القضايا الرئيسية التي لا اختلاف عليها وعلى أساس الإحتكام إلى ديموقراطية فعلية وصحيحة تُغلِّب العام على الخاص والرئيسي على الثانوي وعلى أن يكون :»أمرهم شورى بينهم «!!.

وهذا ينطبق على التنظيمات أو الأحزاب والتوجهات التنظيمية القومية إذْ أنه غير معقول أن يكون هناك حزبان بعثيان أحدهما لا يزال يرتبط بالنظام العراقي السابق وإنْ وجدانياً والثاني يتمسك بارتباطه بالنظام السوري الذي غدت حاله هي هذه الحال التي لا تسر الصديق ولا تغيض «العدا» مما يعني أنه حتى يصبح بالإمكان التقدم ولو بمقدار خطوة واحدة بعد كل هذه التجربة الطويلة منذ عام 1989 لا بد من تيار قومي يشمل هذين الحزبين ومن يرى من التشكيلات الأخرى أن مكانه في هذا المكان.

ثم وهناك تفرعات حركة القوميين العرب التي بعدما حلَّت نفسها بعد عام 1967 وظهور الفصائل الفلسطينية أصبحت هناك الجبهة الشعبية وهناك الجبهة الديموقراطية.. وهناك الجبهة الثورية (أبو شهاب) القصيرة العمر وحيث بعد فترة من استئناف المسيرة الديموقراطية تحول فرع الجبهة الشعبية عندنا في الأردن إلى حزب الوحدة الشعبية وفرع الجبهة الديموقراطية إلى حزب الشعب الديموقراطي «حشد» مما يعني أنه بالإمكان أن يكون هناك تيار يجمع هذين التنظيمين ومن يريد من باقي ما تبقى من ألوان فصائلية فلسطينية أن مكانه في هذا التيار.

ويبقى أن كل الأحزاب الأخرى التي يصعب عدها وحصرها التي تعتبر نفسها أحزاباً أولوياتها الأساسية والرئيسية أردنية على اعتبار أنها أحزاب وطنية لا امتدادات تنظيمية لها في الخارج بالإمكان أن تتراصف في تيار واحد يلتزم ببرنامج وطني عريض وشامل مع الإبقاء على تعددية منضبطة داخله.