جميعا سندفع الثمن !!
تلك قصة قديمة، اشرت اليها ذات يوم لكن في سياق آخر، انها عن رجل خان رفاقه اثناء الثورة الجزائرية ثم اختبأ في مدرسة نائية ومهجورة، وحين استيقظ من النوم قرأ سطرا مكتوبا بالطبشور الاحمر هو : لقد سلّمت أخانا، جميعا سوف ندفع الثمن ، ومن كتب هذه القصة ليس جزائريا الا بالمولد، انه الفرنسي البير كامو، والذي كتب رواية عن الاحتلال الفرنسي عنوانها الطاعون وكانت لها دلالات رمزية عديدة قابلة للتأويل .
الان، يستطيع اي واحد منا ان يكتب باصبعه على الماء او الهواء ما كتبه ذلك الشبح الذي كان يختبىء في مدرسة مهجورة، فمن خان اهله سواء كان دليلا او مجرد فرد عادي لم يخطر بباله ان احفاده واحفاد احفاده سوف يدفعون الثمن ، ومن صمت عن ظلم الاخرين ومشى بمحاذاة الجدار وردد عبارة جُحا الخرقاء سوف يدفع الثمن ايضا، لكن بعد ان يصبح هذا الثمن مديونية باهظة وقد اضاف اليها التاريخ نسبة كبيرة من الرّبا !
وان المرء ليتساءل باندهاش كيف يمكن لوطن بسعة الوطن العربي وفيه هذا العدد ممن يحملون القابا ذات صفة بالثقافة والعدالة ان يصبح صامتا كمقبرة ! فالله يحب ان يرى اثر نعمته على عبيده، خصوصا العبيد الاكثر ادعاء باالمعرفة، فأين هو هذا الاثر ؟
ان كاتبا واحدا من طراز ارثر كوستلر في بريطانيا الغى عقوبة الاعدام وكذلك البير كامو بعد صدور كتابه المقصلة، وهناك لحظات تاريخية فارقة وحاسمة كانت في مقدمة اسباب التغيير الجذري الذي اعقبها ما يقل عن عدد اصابع اليدين من المفكرين والمثقفين الجديرين بهذا الوصف .
لكن ما حدث في عالمنا العربي الذي كان ذات يوم وطنا عربيا هو ان الاشباه والبدائل واطفال الانابيب الايديولوجية والسلطوية حلّوا مكان الاصول، وسبق العرب علماء العالم في الاستنساخ لأنهم استنسخوا قطعانا من النعاج والخراف قبل النعجة دوللي بعقود !!